الأب رفيق جريش
إن إسرائيل '> إسرائيل تتعنت وترفض خروج قواتها من غزة، وترفض الإفراج عن آلاف المسجونين فى السجون الإسرائيلية، وترفض وقف القتال، وترفض إقامة الدولة الفلسطينية، وترفض مناشدات دول العالم والمؤسسات الدولية.

الولايات المتحدة تنادى كل يوم بل كل ساعة على إسرائيل '> إسرائيل الحفاظ على الأرواح ورغم ذلك البنتاجون ما زال يقدم لإسرائيل أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الموت والدمار، بجانب ١٤ مليار دولار وافق الكونجرس على تقديمها لإسرائيل بالإضافة لاستعمال الفيتو فى مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار. إن العالم كله يدين الوحشية الإسرائيلية ولكن إسرائيل '> إسرائيل لا تصغى لأحد، والولايات المتحدة الأمريكية لا تضع إلا إسرائيل '> إسرائيل فى الحسبان.

إن إسرائيل '> إسرائيل ألقت على غزة أضعاف ما أُلقى على هيروشيما فى الحرب العالمية الثانية، فماذا ينتظر العالم بعد ذلك، وهل يقف متفرجًا أمام اغتيال شعب يدافع عن أرضه؟!.

فرغم الرفض الدولى لتهجير الفلسطينيين، ورغم التلويح المصرى بتعليق معاهدة السلام وقطع العلاقات، ورغم الضغوط الداخلية على حكومة إسرائيل '> إسرائيل العنصرية بإعطاء أولوية لإطلاق سراح أسراهم.. رغم كل هذا الامتعاض العالمى والإقليمى والمحلى لتصفية القضية الفلسطينية.. فإن إسرائيل '> إسرائيل تصم أذنيها والولايات المتحدة تغمض عينيها!.

نتنياهو يتحدى العالم كله.. دولًا ومنظمات، وشعوبًا وحكومات، وأصدقاء وحلفاء قبل الأعداء.. الجميع يناشدونه ويحذرونه من أن هذه الخطوة ستكون وصمة عار فى جبين الإنسانية، ولكنه دائمًا يرد باستخفاف واستهزاء.. ولا يكتفى بالمعارضة والتجاهل بل يوجه إهانات لمنظمات دولية وقامات رفيعة جعلته يسخر من الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة العدل الدولية، ويقول للرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا: «عليك أن تشعر بالعار»؛ لمجرد أنه انتقد سياساته وأكد فى تصريحات له بالقاهرة أن «إسرائيل تقتل الأطفال وأنه لا سلام بدون دولة فلسطينية».

فقد أكد رئيس وزراء إسرائيل '> إسرائيل عزمه على تنفيذ مخططه، باجتياح رفح وإقامة المجازر المنتظرة وتدفقها من نحو مليون ونصف مليون فلسطينى يتكدسون فى مساحة ضيقة مساحتها نحو 60 كيلومترًا مربعًا.. وقال إن جيشه سينفذ العملية.. وإن عدم قيامه بها يعنى خسارة الحرب ضد حماس.. وأضاف بتجبر وتعنت أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى فى غزة فإن مخططاته ستتم. الأمر المخزى حقًّا هو موقف الإدارة الأمريكية المتخاذل الذى يتراجع يوميًّا ويبدو كدمية بلهاء فى أيدى اليمين الإسرائيلى الذى كثيرًا ما وجه له توبيخًا وإهانات دون أن يرد إلا باستكانة وتراجع.

لقد مارست إسرائيل '> إسرائيل على غزة كل ألوان الوحشية، ولا أحد يعرف ماذا تفعل بعد ذلك ما دام العالم لا يفعل شيئًا أمام هذه الهمجية الإسرائيلية! وهذا السؤال يجب أن يوجه إلى أمريكا شريك المؤامرة، وماذا ستفعل إذا تمادت إسرائيل '> إسرائيل فى جبروتها فى تدمير غزة وتجويع شعبها وحرمانه من أبسط احتياجات الحياة؟.ًً
نقلا عن المصري اليوم