حمدى رزق
وأنا أطالع تفاصيل مشروع «رأس الحكمة»، استعدت من ذاكرة المسرح المصرى العنوان أعلاه، كتبه طيب الذكر المفكر الاشتراكى الكبير «لطفى الخولى» فى مسرحية «القضية»، وصاح به فى وجه الجمهور طيب الذكر الفنان «أحمد الجزيرى» ونال تصفيقا مستحقا.
أفتح الشباك للاستثمار أم أغلقه فى وجه المستثمرين؟، يقولك خليه موارب، أصل مناخ الاستثمار مرتهن بالطقس، حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً، حسب الأحوال المناخية.
والسؤال بجد، عاوزين استثمار ولّا هز كتاف، متى كان الاستثمار بيعا، البيوع باب فى صحيح البخارى، الاستثمار فصل من فصول الاقتصادات الواعدة، ربنا يوعدنا بمزيد من الاستثمارات.
الجملة فى العنوان أعلاه يمكن الرجوع إليها وأنت تطالع تعليقات «المؤلفة قلوبهم إخوانيا» على أخبار مشروع رأس الحكمة.
المشروع دخل على خط التفطيس والسباحة فى الغطيس، ما بين ناقد ورافض، ومتحفظ مستنكف متأفف، ويعاجلك الذى فى قلبه مرض، وأنا استفدت إيه، ويعتنق فكرة غبية بلاها تطوير وتعمير، خلينا قاعدين جنب الحيطة نندب حظنا الهباب، ونتابع أسعار العملات!!.
على ذكر مشروع رأس الحكمة، سؤال، هل الاستثمار (بيع) كما يروج إخوان صهيون ويتبعهم الغاوون؟، هل دخول شركة عربية أو أجنبية فى شراكات استثمارية (بيع)؟!.
وسؤال بسؤال، ومن المستفيد من كراهة الاستثمار عامة والخليجى خاصة، وتقبيحه بين العامة؟، ومن وراء حملة الكراهية على الاستثمارات الخليجية فى مصر، وفجت رائحتها تزكم الأنوف إزاء مشروع رأس الحكمة؟!.
كلما حملت الأخبار نبأ مشروع استثمارى يغل دخلا وأرباحا وفرص عمل، تصدت له المنصات العقورة بالبخس، وبالتحريض، وهلم جرا من الاتهامات مطلقة السراح تسرح فى الطرقات كالحيات تبخ السموم فى الشراكات الاستثمارية، وتصورها على أنها بيوع بالبخس؟!.
الاستثمارات تنتعش فى أجواء صحية، وتثمر فى مناخات مواتية، مثل هذه مناخات متقلبة ملؤها الشك والتشكيك لا توفر فرصا حقيقية لاستزراع استثمارات منتجة، الهواء الفاسد الذى يلف الفرص الاستثمارية السانحة يخنقها، لماذا يأتى رأس المال إلى بلد بعضه يمزق بعضا، يبغض الاستثمار، ويناهض الشراكات تحت مظنة البيع!.
الاستثمارات الخليجية تحديدا، تواجه حملة كراهية مخططة، لا تعوق الاستثمارات الكائنة فحسب عن النمو والإثمار وتوفير فرص عمل، بل تقطع الطريق على الاستثمارات الواعدة، ومع تراجع رأس المال الأجنبى عن الشراكات الاستثمارية، يبقى رأس المال الخليجى بمثابة طوق النجاة، رأس جسر لقدوم الاستثمارات الأجنبية.
لماذا يكرهون رأس المال الخليجى؟!
هناك أزمة نفسية قديمة/ حديثة، المصريون ولفوا على الاستثمار الحكومى، وهذا لم يعد ممكنا، الحكومة ليس لديها فوائض تستثمرها فى مشروعات جديدة، بالكاد تكمل استثماراتها فى مشروعاتها القومية.
العقدة الاستثمارية تعمقها منصات إخوانية عقورة لا تستهدف رأس المال الخليجى فى مصر فحسب، بل تستهدف فكرة الاستثمار أصلا فى مصر، على طريقة مناع للاستثمار معتد أثيم، بين ظهرانينا من أقسموا ليصرمَّنها مصبحين ولا يستثنون.
فضلا فى الجوار منافسون شرسون يهمهم تأليب المجتمع المصرى على المستثمرين، وهم يقدمون حوافز لا تجرؤ الدولة المصرية على تقديمها خشية اتهامات بالتفريط، التى هى ترجمة لتهمة البيع الشائعة.
نقلا عن المصرى اليوم