ياسر أيوب

فى عالم كرة القدم تبقى سورينام دولة غريبة ووحيدة من نوعها.. فالبرازيل والأرجنتين ومصر والمغرب وكوريا الجنوبية ومعظم بلدان العالم، تملك نجوما تألقوا فى أوروبا والعالم عالميا مع نجاحات دولية وقارية للبلد نفسه.. معادلة لم تحققها سورينام الساكنة شمال أمريكا اللاتينية وأصغر بلدان هذه القارة سواء فى المساحة أو عدد السكان.. لا تزيد مساحتها على 163 كيلومترا مربعا وعدد سكانها 612 ألف نسمة.

 

ولا تملك سورينام حتى الآن أى إنجازات كروية ولم تتأهل مطلقا لنهائيات المونديال، ورغم أنها جغرافيا فى أمريكا اللاتينية إلا أنها تتبع كرويا اتحاد أوقيانوسيا وكان المركز السادس فى بطولة أوقيانوسيا 1977 هو أكبر نجاحاتها.. ورغم ذلك قدمت سورينام للكرة الأوروبية والعالمية العديد من النجوم الكبار والمشاهير.. رود خوليت وفرانك ريكارد وفيرجيل فان دايك وباتريك كوليفرت وإدجار ديفيس وجيرالد فانينبرج وكلارنس سيدورف وأرون وينتر وفلويد هاسلبينك، وكثيرون جدا غيرهم.

 

فكل هؤلاء ينتمون لسورينام لكنهم لعبوا لهولندا وأنديتها ومنتخبها حين كانت سورينام مستعمرة هولندية أو أرضا اعتبرتها هولندا تابعة لها هى وأهلها.. وتبقى العلاقة بين هولندا وسورينام من أغرب علاقات ومصادفات التاريخ.. ففى 1667 وبعد توقيع معاهدة بريدا بين بريطانيا وهولندا التى أنهت الحرب بين البلدين.. تنازلت هولندا لبريطانيا عن هولندا الجديدة التى نعرفها الآن باسم الولايات المتحدة الأمريكية مقابل احتفاظ هولندا بسورينام.

 

وحين احتلت فرنسا بقيادة نابليون هولندا فى 1799 أصبحت سورينام مستعمرة فرنسية حتى 1816 حيث عادت لهولندا بعد استقلالها عن فرنسا.. ولم تنل سورينام استقلالها إلا 1975.. وحتى الآن لا تزال سورينام هى الدولة المستقلة الوحيدة خارج أوروبا التى تعتمد الهولندية لغة رسمية لها. وفى دولة سورينام أصبحت كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى وبعدها السلة والكرة الطائرة.

 

وعلى المستوى الأوليمبى تملك سورينام ميدالية ذهبية وأخرى برونزية فاز بهما السباح أنتونى نستى فى دورتى سول 1988 وبرشلونة 1992.. وظل التساؤل قائما عن سر إخفاق كرة القدم فى سورينام رغم كل هؤلاء النجوم.. ولماذا لا تكون هناك مواهب أخرى فى سورينام تحتاج فقط للرعاية لتتألق مثل الآخرين لكن هذه المرة باسم سورينام.

 

 

وجرت محاولات كثيرة لإجابة هذه الأسئلة آخرها كانت 1989 حين اجتمع عدد من لاعبى هولندا المنتمين لسورينام ليشكلوا فريقا يسافر إلى وطنهم الأم ولعب مباراة استعراضية تمهيدا لتعاون هؤلاء النجوم مع صغار الوطن.. ولم تكتمل المحاولة حيث تحطمت الطائرة التى أقلت هذا الفريق قرب مطار العاصمة باراماريبو ومات 176 راكبا منهم هؤلاء اللاعبون.. وبترتيبات القدر.. تخلف عن السفر فى اللحظة الأخيرة رود خوليت وفرانك ريكارد.

نقلا عن المصرى اليوم