جاك كسر حُقك

هذا المقال الرابع من سلسله مقالات سأتولى نشرها تباعا... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... 

وسبقه ثلاثه أمثال وهم:

١- " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".

٢- و" القرعة تتباهى بشعر بنت أختها". 

٣- و "اللي تكسب به إلعب به"... 

نيجي دلوقتى لمثلنا اليوم  الرابع وهو " جاك كسر حُقك"... 

 

الحُق هو الإطار الذى يحوط بشيء مستدير وفى المثل ده هو العظم المحيط بالمفصل سواء الكتف او الفخذ ولما ينكسر مش ها نعرف نتحرك... فلما أحد الأشخاص بيقولك ده حقي ...وانت مش مقتنع انه عنده حق.. فانت بتدعي عليه وبتقول جاك كسر حُقك يعنى ميعرفش يتحرك كويس نتيجة الكسر في العظام الموجودة حول المفصل ... 

 

” حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ” لكي تعرف قصة يعقوب يجب ان تعلم أن حياته كانت عباره عن صراعات لا تنتهي. على الرغم من أن الله وعد يعقوب أنه من خلاله لن يأتي فقط أمة عظيمة، ولكن مجموعة كاملة من الدول، كان رجلًا مليئًا بالمخاوف والقلق. 

 

 24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: "لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي". 27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: "يَعْقُوبُ". 28 فَقَالَ: "لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْت". 29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: "لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي." سفر التكوين32: 24- 30"

السؤال المطروح هنا :- ؛**********************؛ 

 

الجواب:- هو ليس صراع بالمعنى الحرفي المعروف. ولا مثل المصارعة الحرة. بل هو صراع بالمعنى الروحي. عندما ظهر الله ليعقوب لم يكن يعرف يعقوب فى البداية أنه الله. وعندما عرف يعقوب أنه الرب تمسك به وقال لن أطلقك إن لم تباركني . فطبيعة الصراع روحية هدفها تمسك يعقوب بمراحم الرب...

 

فكيف غلب وهو خارج من الصراع و هو يخمع على فخذه؟!!! 

 

+فماذا عن تعبير أنه لم يقدر عليه؟ كيف إن الله لا يقدر؟!!! 

 

نعم إن الله لا يقدر أن يترك إنسان يجاهد ويتضرع ويتركه بدون أن يستجيب لصلواته ويباركه. 

 

الله كان يريد أن يعطى يعقوب بركة؛ ولأن يعقوب كان معتزا بقوته الجسدية وأراد الله أن يعرفه ضعفه فلا يتكل فيما بعد على قوته بل على الله. 

وبعض طوائف اليهود الى اليوم لا يأكلون المنطقة حول مفصل الفخذ.. 

 

 ۞ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وإسرائيل هنا هو يعقوب.. وقيل إن ما حرمه على نفسه هو العروق. 

 

روى ذلك عن ابن عباس والضحاك والسدى موقوفا عليهم. قالوا: 

 

كان يعتريه عرق النسا وهو عرق يخرج من الورك " حُقُّ فخذه" فيستبطن الفخذين ويسبب آلاما شديدة- فنذر إن عوفي منه لا يأكل عرقا، فلما شفاه الله ترك أكل العروق وفاء بنذره. 

 

1ملوك 18: 46 وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ.

 

شدّ الحقوين هي طريقة يُربط بها الجزء السفلي من الملبس لاتاحة السرعة والحركة الحرة للشخص. (لاحظ الصورة) . وذلك في حالة الاستعداد للجري او الاستعداد الحرب او الاستعداد لعمل جسدي شاق.

 

وفي الكتاب ترمز تلك الكلمة للاستعداد كما يقول بطرس الرسول

 

1بطرس 1: 13 لِذلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ..

 

والرجل الذي يتمسك بالحق بقوة (أي الرجل الأمين) يوصف بأنه قد منطق حقويه بالحق: "فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق" (أف 14:6) وقد وصف إشعياء المسيا بالقول: "يَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ" (إش 11: 5).

 

والى اللقاء في الجزء الخامس ... تحياتي.