حمدى رزق

وما كل ذى عينين.. بالفعل يبصر.. نفسى ومُنى عينى ينهض القطاع الخاص الوطنى من كبوته النفسية التى ملكت عليه تفكيره، فأقعدته عن الإسهام الوطنى فى تفكيك الأزمة الاقتصادية الخانقة.

 

الطريق باتت ممهدة، والدعوة الرئاسية بالشراكة مفتوحة، ومناخ الاستثمار أفضل كثيرًا، والرخص الذهبية فى المتناول، والعينة بينة، ومشروع رأس الحكمة (شراكة مصرية/ إماراتية) نموذج ومثال. نفسى ومُنى عينى يستفيق القطاع الخاص الوطنى من كبوته الحزينة، وينطلق استثمار وعمران، يملأ الربوع خضرة، ويعمر الصحراء، ويقيم المصانع والمزارع، ويكفينا مؤنة الاستيراد الذى يكلفنا كثيرًا.

 

ظهور مستثمرين مصريين من القطاع الخاص فى مشروع «رأس الحكمة» جنبًا إلى جنب الحكومة بشرة خير، الشراكات الاستثمارية لن تثمر وفيرًا إلا بشراكة القطاع الخاص، الشريك الأجنبى لا يبحث عن الحكومة كشريك، يبحث عن شريكه الطبيعى، عن قطاع خاص يشارك قطاعًا خاصًا، بينهما لغة واحدة، تحكمهما فكرة واحدة، يعتنقون مبدأ دعه يعمل دعه يمر بالبلاد من عثرتها الاقتصادية.

 

فلينفر القطاع الخاص من فوره للإسهام الإيجابى فى العملية الإنتاجية، ويقتحم المجالات التى توفرت الدولة على تهيئتها بكلفة مليارية، من لحم الحى، الأرض باتت صالحة للإنبات، ازرعوها مصانع، استثمر، اكسب، افتح بيوت، عاوزينها تبقى خضرة. الحكومة باتت منفتحة، أكثر انفتاحًا، إذن لا مجال للتقاعس، أو القعود يوم الزحف، واقتناص الفرصة السانحة، فرصة لن تتكرر، ويستوجب الإيجابية فى التعاطى معها، والمكاسب مضمونة.

 

مصر فى أمس الحاجة لنهضة القطاع الخاص الوطنى، فليُقبل القطاع الخاص على إجابة الدعوة الرئاسية بالشراكة الإيجابية، ويقتحم مجالات الإنتاج، ويستثمر فى وطنه، ويوفر فرص عمل لشعبه، القطاع الخاص قطاع وطنى مخلص بعيدًا عن الاتهامات الجزافية التى تكيلها منصات ماضوية تعتنق أفكارًا جاوزها الزمن، وثبت عدم جدواها فى عالم يتحدث لغة الاقتصاد الحر. لماذا حديث عن القطاع الخاص بهذه الحماسة من قبل كاتب مزاجه اشتراكى؟ لأن مشروع رأس الحكمة فيه حكمة، تقول مصر تنفتح على الاستثمار العابر للحدود، وهذا من حسن التدبير، صحيح تغيير المسار يجرى تحت وطأة أزمة، ولكن كل محنة تترجم منحة، والدرس المستفاد هو الأهم. أقول قولى هذا، لأن الطريق بات ممهدًا، والدعوة الرئاسية صادقة، فلا مجال للشك والتشكيك، والتقاعس عن أداء الواجب الوطنى، وجنيه استثمار يفرق كثيرًا، وكل جنيه يخلق فرصة عمل، وفرصة العمل تترجم فتح بيوت، والعمالة متوفرة، ومتشوقة للرزق الحلال. هجرة الأدمغة تذبح القلوب، وهجرة رؤوس الأموال تغلق البيوت المفتوحة.

 

بدلًا من الاستثمار المحموم فى دول الجوار، اللى يحتاجه البيت يحرم، الأجواء مهيأة للاستثمار المنتج، ولدينا سوق واسعة وعريضة، وبديلًا عن الاستيراد، ما الذى يمنع من مضاعفة المنتج المحلى، والكسب الحلال؟ اكسب وخلى الناس تشتغل، وتأكل من صنع يديها، وبعرقها، عرق العافية. «القفة أم ودنين يشيلوها اتنين»، الحكومة، والقطاع الخاص، شراكة، مشاركة، الشراكة الوطنية أسمى أمانينا، شراكة مستوجبة فى مواجهة ما يواجهه الوطن من أزمات مصدرة إليه من خارج الحدود، ومن جوه البلد.

 

 

الدعوة الرئاسية لشراكات القطاع الخاص الوطنى، واضحة وضوح الشمس، والإجابة بنعم تترجم شراكة وطنية معتبرة ومقدرة، على طريقة الكل فى واحد، واحد صحيح، فى حب الوطن. وحب الوطن فرض علىَّ.

نقلا عن المصرى اليوم