ياسر أيوب
كان يحلم بالفوز ويخاف الخسارة، لكنه لم يتوقع تشارلز كيبسانج أن ينتهى السباق بخسارته لحياته كلها.. وفوجئ كثيرون، يوم السبت الماضى، بالبطل يسقط ميتا بعد أن جرى 39 كيلومترا لينهى السباق.. سباق يقام سنويا منذ 1973 تحت عنوان سباق الأمل عبارة عن تسلق جبل الكاميرون جريا ثم العودة من جديد إلى مدينة بيويا جنوب غرب الكاميرون.
مدينة صغيرة لا يزيد عدد سكانها على 50 ألف نسمة اعتادت هى وأهلها العيش أسفل هذا الجبل الذى هو أعلى جبال غرب إفريقيا ويزيد ارتفاعه عن أربعة آلاف متر.. ورغم أن هذا الجبل يحمل رسميا اسم جبل الكاميرون.. إلا أنه بالنسبة لقبائل باكويرى التى يعيش أهلها حول الجبل وفى مدينة بيويا هو مونجو مو نديمى أى جبل الرعد.. وهو جبل شديد الانحدار ومخيف، وفى قمته بركان يثور أحيانا لتعلو نيرانه للسماء وتتساقط صخوره على الأرض.
جبل يراه الناس جبلا قاسيا لا يعرف الرحمة وتحيط به كثير من الألغاز والأساطير.. وكان ذلك أحد دوافع الكاميرون لتنظيم سباق الجرى السنوى وتسلق هذا الجبل، وقبل أن يبدأ السباق يطوف منظمو السباق بمختلف المدن والقرى المجاورة لإقامة مشروعات إنسانية مثل إمداد مياه وكهرباء أو بناء مستشفيات صغيرة ومدارس.. ولهذا حمل السباق اسم سباق الأمل ويقام كل سنة فى يناير أو فبراير.
ويمنح هذا السباق فى كل سنة أملا جديدا لكثير من الفقراء سوء كانوا صغارا يريدون النور والأمان أو كبارا يهربون من الخوف والألم.. ويخوض السباق كل سنة مئات المتسابقين الذين يأتون من بلدان كثيرة فى إفريقيا وأوروبا لخوض هذه المغامرة.. وخاض سباق العام الحالى 550 متسابقا سواء رجال أو نساء جاءوا من 11 دولة.. منهم كان تشارلز كيبسانج العداء الكينى الذى سافر إلى الكاميرون حالما بالفوز راغبا فى أن يكون أول عداء كينى يفوز بهذا السباق الشهير.
وبالفعل كان تشارلز أول من يصل لقمة الجبل قبل أن يسبق الجميع فى رحلة الهبوط من جديد لمدينة بيويا.. وظل يتقدم الجميع طيلة أربع ساعات وعشرين دقيقة.. لكنه فجأة بدأ يشعر بالتعب كأن قدماه تعجزان عن حمله فتوقف رغما عنه وطلب أن يشرب قليلا من الماء والصودا.. وعرض عليه مسؤولو السباق أن ينقلوه بسيارة إسعاف إلى المستشفى لكنه رفض وأصر على إكمال السباق متخيلا أنه مجرد إرهاق نتيجة الجرى لصعود الجبل.
وبالفعل وصل تشارلز خط النهاية فى استاد موليوكو فى مدينة بيويا، لكنه كان فى المركز السادس عشر.. وأراد مسؤولو السباق تكريم تشارلز لإصراره على إكمال السباق لكن فوجئ به الجميع يسقط على الأرض ميتا.
نقلا عن المصرى اليوم