بقلم - نيفين سوريال
روح الإنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها (أمثال 14:18) تعاملت كثيراً في خدمتي مع أناس كثيرين منهم مرضى جسدين مرضى نفسيين ومن هم مجروحين ونفوسهم لم تعد تحتمل ما يعانون من أمراض نفسية وجسدية وفي كل الحالات كنت أسال نفسي أولاً عندما كانت روحي منكسرة كيف شفاني الهي من الجروح والالام التي ضاقت منها نفسي من جروح الآخرين؟ وكم عانيت من آلام عرقلت نجاحي ومسيرتي مع الهي وخدمته؟ وعندما كنت أسأل نفسي هذا السؤال كانت الإجابة تأتيني على الفور وهي "يسوع الكلمة" عندما كنت أقرأ معاملات الرب مع الآخرين في الكتاب المقدس وكيف كانت محبته فائقة الحدود لهم وكم كان صبورا على أخطائهم وكم كان يدخل حروب لأجل ابناءه المظلومين ويدافع عنهم كنت أمثلاً فرحاً وأثق أن لي الها قوياً.
وأيضاً عندما اتذكر كم عانيت من ظلم البشر وما هي الخطوة الأولى التي تعامل معي فيها الرب حين أعطاني صبراً يحتمل ومحبة فاقت الحدود للأعداء، حيث كلما ظلمني أحد أشعر بأنني اقوى من الظلم، الإضطهاد والمشاكل التي كانت في حياتي لم أشعر بالضعف أبداً حتى عندما لم أجد أحد بجواري. وفي تعاملي مع الآخرين في خدمتي أجدهم غيري، وكثيرون يقولون لي نحن لا نقدر أن تحتمل فغيرت إتجاه خدمتي حينما أدركت أن ليس الكل يشبه بعضه في التصرف والطباع وأن قوة إرادتهم تختلف عن بعضهم البعض. وبعدها توصلت إلى أن الشفاء يستلزم وقتاً لكي يشفى الإنسان من مرضه النفسي مثلما يأخذ الشفاء الجسدي وقتاً، فعملية الشفاء الروحي فردية وتختلف من شخص لآخر. فمن المهم أن تجد ما يناسبك وأن تكون لطيفا مع نفسك خلال عملية التعافي، قد تواجه تقلبات وتحديات في طريقك نحو الشفاء واليك معوقات الشفاء سأسردها في النقاط التالية:
مكتوب "لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها وبخبره شفينا "هناك حواجز في حياة شعب الله تعوق حصولهم على الشفاء هذه
الحواجز هى
1.الجهل بكلمة الرب (إشعياء 5: 13)؛ (هوشع 6:4)
2. عدم الإيمان (عبرانيين 12:3 – (13)
3. عدم الاعتراف بالخطية (أمثال 28: 13)
4. المرارة وعدم الغفران للآخرين (مرقس26-25 )
5. التورط في السحر (خروج 23 24 – 26)
6. العهود غير الكتابية ان احد يقول لك وعداسيحدث ولا يحدث. (خروج 23: 31-33)
7. أثار لعنة السحر والارتباط باعمال شريرة.( لاويين 68: 15-28)
في بعض الأحيان تكون الأرواح الشريرة هي السبب الرئيسي في حدوث الأمراض، وفي أحيان أخرى تكون مصاحبة لوجود بعض الأمراض. في إنجيل لوقا وعند غُرُوبِ الشَّمْسِ جَمِيع الَّذِينَ كَانَ عِندَهُمْ مُقَمَاءُ بِأَمْرَاضِ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ. وكانت شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ من كثيرين وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله، فَانتَهرَهُمْ وَلَمْ يَدَعَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ
عرفوه أنه المسيخ " (لوقا 4: 40 – 41). عندما تأتي قوة الله فوق الطبيعية، فإن الأرواح الشريرة لا تستطيع الصمود، لابد أن تخرج وهناك طرق مختلفة لمصاحبة الأرواح الشريرة للأمراض، مثل أرواح الضعف، والألم، والشلل والموت مثل قصة المرأة نازفة الدم عندما قابلها يسوع كانت منحنية، ولم تقدر أن تقف منتصبة. وعلى الرغم من أن حالتها بدت جسدية محضة، إلا أن يسوع قال: "هذه المرأة قد ربطها الشيطان بروح ضعف ثماني عشرة سنة". وعندما حررها يسوع من هذا الروح استقامت في الحال. (انظر لوقا 13 11 – 13)
حينما يشعر الإنسان بالمرض في جسمه يسرع الى الطبيب لكي يعطيه الدواء الصحيح الذي يعالج مكان المرض لكي يشفى من أمراضه وأوجاعه، وعند الشفاء التام يشعر بأن ليس فقط جسده شفي بل نفسه أيضا شفيت ولكن المرض الأخطر من المرض الجسدي المنظور والمعروف الذي يضرب الجسم والنفس ويجعل الإنسان هذا ضعيفاً هو الخطية والطبيب الذي يشفي من هذا المرض هو يسوع الطبيب الحقيقي الذي يلمس المرض فيجعله من الماضي "كبعد المشرق من المغرب ابعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه" (مزمور (12:103) هو الذي يشفي الإنسان روحه ونفسه وجده لكي يجعل الإنسان منتصراً غالباً لا يرجع أبداً إلى الوراء "الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك" (مزمور 3:103)
ما الذي يساعدك على الشفاء:
1.الاايمان التام مصدر قوة وراحة الصلاة أو ممارسات روحية أخرى يمكن أن تساعد فى
العثور على السلام الداخلي والتواصل مع الهك
2.الاعتراف بالخطأ والالم: الخطوة الأولى نحو الشفاء هي الاعتراف بوجود الألم وقبوله. الإنكار يمكن أن يؤخر عملية الشفاء
3.التعبير عن المشاعر التحدث عن مشاعرك مع شخص تثق به كتابة يوميات، أو حتى الرسم والإبداع الفني يمكن أن يكون وسائل مفيدة للتعبير عن مشاعرك ومعالجتها.
4. الغفران الغفران ليس فقط تجاه الآخرين بل أيضا تجاه نفسك الغفران يمكن أن يخفف من الألم ويساعد في التحرر من العبء العاطفي.
5 الدعم الاجتماعي البقاء محاطا بأشخاص يدعمونك ويفهمون ما تمر به يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على عملية الشفاء.
6. الرعاية الذاتية الاهتمام بصحتك الجسدية والنفسية عن طريق ممارسة الرياضة، تناول طعام صحي الحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة تمارين الاسترخاء أو التأمل يمكن أن يساعد في تحسين حالتك النفسية.
7. طلب المساعدة المهنية في بعض الأحيان قد يكون الدعم من محترفين مثل الأطباء النفسيين أو المعالجين ضروريا للتغلب على الجروح الروحية، خاصة إذا كانت هذه الجروح ناتجة عن تجارب مؤلمة مثل الصدمات والفقدان
8. النمو الشخصي: ابحث عن الدروس التي يمكن تعلمها من التجارب الصعبة واستخدمها كفرصة للنمو الشخصي وتطوير الذات.
9. الصبر والوقت تذكر أن الشفاء الروحي يأخذ وقتا ولا يحدث بين عشية وضحاها كن صبورا مع نفسك وأمنح نفسك الوقت الكافى التعافى.
إليك بعض الإقتراحات لدعم عملية الشفاء الروحى
1. تحديد الأهداف وضع أهداف صغيرة
قابلة للتحقيق يمكن أن يساعد في إعطائك إحساس بالاتجاه والغرض الأهداف يمكن أن تشمل تحسين الصحة العقلية، بناء علاقات صحية، أو تطوير مهارات جديدة
2.الاتصال بالطبيعة قضاء الوقت في الهواء الطلق والتواصل مع الطبيعة يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية، مما يساعد على تقليل التوتروتحسين المزاج.
3 المشاركة في الام الآخرين وتقديم المساعده لهم: تعمل على تغيير كل الصفات السيئة التى تعرفها عن نفسك
الخاتمة الشفاء يستلزم وقتاً ولكن بالإيمان بالله مع الدعم والإصرار والعزيمة والإرادة يمكنك تجاوز هذه الفترة الصعبة وبناء مرونة عااطفية وروحية أقوى.