ديفيد ويصا
 
سواء كنت قسّيس أو مُشير أو بترعى مجموعة ..
 
هو الصِّراع اللي هتدخُل فيه ..
 
قُصاد كل مرة بتشوف معاناة الناس ومشاكلهم وحيرتهم ..
 
الصِّراع ده هيكون بين بعض مفاهيمك وقناعاتك المُجرَّدَة ..
 
اللي تبدو انها صَحّ ولازم الكل (بمن فيهم انت) تعيشها ..
 
وبين الواقع اللي بيعيشه الناس اللي بترعاهُم!
 
--
أوقات هتكون بتكسَر الناس لما تتمسِّك بعِند ببعض مفاهيمك ..
 
مهما كانت مش عمليَّة ومش بتحِلّ مشاكل الناس، بل بتزوِّدها!
 
وأوقات هتفكَّر في طرق عمليَّة لحل مشاكلهم ..
 
حتى لو تعارضِت مع بعض مفاهيمك وقناعاتك!
 
لحد ما ييجي اليوم، واتمنَّالَك من قلبي انه ييجي ..
 
لما الله يفتَح عينيك على أعظم وأكتر آية مثيرة للجدل ..
 
إن الوصيَّة موجودة عشان الإنسان، مش العكس (مر٢٧:٢)
إن الوصيَّة وسيلة لغاية أعظم، وهي الإنسان ..
 
لكن الإنسان مش وسيلة لشيء، حتى لو كانت الوصيَّة!
--
وقتها صراعَك مش هيتحَلّ، لكنه هيبدأ رحلة حقيقيّة ..
 
رحلة هتمشي فيها مع الناس وتعيش أوجاعهُم ..
 
رحلة هتحُط نفسك فيها مكان الناس، وتجرَّب مشاعرهم ..
 
رحلة هتشيل فيها النِّير مع الناس، وتتلامس مع عجزهم ..
 
رحلة هترفع فيها الناس قُدّام الله، وتختبر حيرتهم ..
 
رحلة هتصارع فيها مع ناس بينتموا لله ..
 
لكنهم لا زالوا شايفين ان الوصيَّة سيف على رقبة الناس ..
 
وان قُدسيَّة الوصيَّة لا تتفق مع غلاوة الإنسان مهما اتعذِّب!
رحلة هتبطَّل فيها استخدام الوصيَّة لكسر الناس ..
 
وهتقضيها مع الله في صراع عشان تفهم مغزى وهدف الوصيَّة ..
 
رحلة هتختبر فيها ان كلام الله حيّ ونافع لكل زمن ومكان ..
 
لكنه كمان متفاعل مع أوجاع الناس وتحدّياتها في كل زمن ومكان!
 
رحلة هتتعلِّم فيها تشابِه سيدك وسيد الناس، اللي لما:
"رأى الجموع، تَحَنَّن عليهم ..
 
إذ كانوا مُنزعجين ومُنطرحين كغنمٍ لا راعي لها." (مت٣٦:٩)