ايمن منير
حرب الايقونات والوصية الثانية
————————————
(سفر الخروج 20: 4) لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورةً ما مماً في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض.
————————————————
يخرُج علينا الان بالكثير من مواقع التواصُل الإجتماعي .. من يُروَّجون بأن الكنيسة تعبُد تماثيل الرب يسوع والايقونات التي تُصوِّر شخص الرب كذلك تماثيل وايقونات السيدة العذراء .. مُدَّعين إيمانهِم بالحق الكتابي وانهُم اوصياء ومن الفاهمين والعارفين بتفسير الكتاب المُقدَّس والإنجيل لابسين رِّداء الإيمان المسيحي وغير مُفصحين عن هويتهِم .. فحين تسألهُم يجاوبونك بانهُم ليسوا مُعتنقي ملة او طائفة دينية .. ضاربين عرض الحائط بتشريعات التوراة والإنجيل وكانهُم ليس لهُم هويتة وكانهُم نبت شيطاني نبَّت بمفردهِ وصنع لهُ دستوراً مسيحياً يعتنقهُ بمفردهِ ويُناقشك بإستماتةً وكآن وجهتهُ سليمة دون اي غُبار عليها .. والعجيب بأنهُ ولإرتدائهِ عبائة الإيمان المسيحي ..! فهو يتحدث بلُغتك ويقوم بحبك مُسلسلهُ الدرامي هذا حتي يُقنع البُسطاء بأن وجهتهُ سليمةً وحقيقيةً .. ولا يعرف بأن هُناك الكثار جداً من العارفين وعُلماء اللاهوتيات ومُفسري الكتاب المُقدس طبقاً لتفسيرات الأباء الأولين ومُدرسي الإكليريكيات ومعهد الدراسات القبطية ومُعلمي الكنيسة مُتجاهلاً جميع هؤلاء مُتمسِّكاً بما يعتقدهُ ويُريد ضرب الكنيسة والإيمان المسيحي من خلال الكثير من البُسطاء مُعتقداً بهذا انهُ يستطيع ان ينال مِّن الإيمان المُسلَّم مرةً للقديسين .. فهذا هو عُمق وقمة الغباء
فهو يُريد طمس هوية الميلاد والفداء لشخص الرب يسوع فيعتقد انهُ باقناعهِ لكَّم مِّن الناس بأنهُ يستطيع ترويج بدعتهِ هذهِ .. وهي الوصية الثانية مُفسراً الإنجيل علي هواه وهويتهِ الخاصةِ وكآن الله حقاً قد حرَّم صورتهِ هو وتمثالهِ هو والتماثيل والايقونات بالكنيسة .. وهذا من مُنطلق إكرام الكنيسة الكاثوليكية للتماثيل .. ولكننا كارثوذكس نُكرم الايقونات التي تتبارك بالتدشين ثم ناخُذ بركتُها لانها بعد التدشين والتقديس تاخُذ صبغة القديس المرسوم بها وتكون روحهِ قريبةً مِّن الايقونة حينما ندعوهُ من خلالها فيُرسلهُم الله في نجدتنا .. وكذلك ايقونات الرب يسوع وايقونات وألدة الإله القديسة الطاهرة مريم .. واكبر دليل لدينا هو ايقونة العذراء العزباوية ومئات المُعجزات والعجائب التي حدثت ومازالت تحدُث منها
وايقونات الظهور .. وايقونة عذراء الظهور بالزيتون وكذلك مئات بل الاف المُعجزات
فلقد كان قديماً ايضاً مابين القرنين السابع والثامن هُناك حربًُ ضَّروس علي الايقونات
راح ضحيتها الكثيرين مِن حُماة الإيمان مِّن كنيستنا الإرثوذكسية من رُهبان واساقفة ثم عُقد المجمع المسكوني السابع لمُحاربة هذهِ البدعةِ
لقد بدئت الحرب علي الايقونات مع بداية القرن الرابع بمجمع الڤيرا المحلي الذي عُقد بأسبانيا وحرَّم هذا المجمع المزعوم تعليق الايقونات بداخل الكنائس
- ثم بعد ذلك عادت الحرب علي الايقونات بشكلً اوسع تحت رعاية الامبراطورية البيزنطية واستمرت حرب الأيقونات مئة وعشرين عاماً وكانت على مرحلتين (٧٢٦-٧٨٧م و٨١٣-٨٤٢م).
- إنتهت المرحلة الاولى في ظل حُكم الإمبراطورة إيريني بعد موت زوجها الإمبراطور
- إنتهت المرحلة الثانية عندما أوقفت الإمبراطورة ثيودورة الإضطهاد الشنيع بعد موت زوجها الإمبراطور ثيوفيل المُحارب للأيقونات
- دُمّرت وأحرقت الكثير من الأيقونات في كلا المرحلتين .. وسُفكت دماء الكثيرين من الرهبان والمؤمنين الذين دافعوا بشراسة عن صحة الأيقونة وارتباطها بسر التجسّد
- ثمّة أسباب عديدة ومُختلفة أودت إلى هذا الإضطهاد الدموي .. لكنهّا كلّها تعزى إلى سبب واحد، هو : رفض تجسُّد المسيح أيّ رفض أن يكون الله أصبح إنسانًا .. وبالتالي ضرب مشروع الخلاص ..
- يُعيّد لتذكار الآباء المُجتمعين في المجمع المسكونيّ السابع .. في الأحد الواقع بين ١١ و١٨ من تشرين الأوّل ( اكتوبر ) مِن كل عام ..
حجج الهراطقة:
- الله حرَّم في وصاياه رسماً له لأنه لم يُرَ ولا يُرى.
- إن إكرام الأيقونات لا يجوز لأنه حينئذٍ يعبد الناس المادة
إيمان الكنيسة:
- إننا نعبد المسيح ونكرّم القدّيسين وعلى رأسهم والدة الإله وبالتالي نحن لا نكرّم المادة (الخشب - الحجارة) بل الكائن المرسوم فيها .. أيّ ما تمثّلهُ.
- «لا يمكن رسم الله الذي لا يدرك .. وغير المحدود .. أما الآن وقد ظهر الله بالجسَّد وعاش بين البشر .. فأنّا أرسم الله الذي تراه العين فأنّا لا أعبد المادة بل خالق المادة الذي استحال مادة لأجلي». القدّيس يوحنا الدمشقي.
- «من حيث أنه ولد من الآب غير القابل للوصف .. فلا يمكن أن يكون للمسيح صورةً أما من حيث انه ولد من أم عذراء .. قابلة للوصف .. فلهُ صُور تُطابق صورة اُمهُ قابلة الوصف». القدّيس ثيودوروس الستوديتي
"اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."... (يو 1: 18-34)
والذي اعطانا هذا الخبر بتجسده وخروجهُ من ذاتهِ كان موجودًا ثلاثة وثلاثين سنة وثُلث بالعالم ..! فهُم يُريدون الغاء مجيئهُ وصلبهِ وفدائهُِ ..!
افأن كانوا لا يُريدون صورتهِ ..! ايمسحون تاريخ الفداء ببدعتهِم هذهِ ..!
الذي إفتدي العالم كان بالعالم زماناً هذا مقدارهُ والتاريخ يشهد والكتاب المُقدس يشهد والقرأن يشهد بوجودهُ فكيف يُريدون محو صورتهِ ..!!
- لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً .. الوصيةِ لا يُقصد بها المرموز لهُ وهو المُتحدث ذاتهِ [ وهو الله ] فالله لا يغضب من الإشارة إليه بتمثال لانهُ للبركة او بصورة لانها لهُ هو .. وإلا فلماذا اعطانا صورتهِ علي يد القديسة ڤيرونكا .. ومن خلال الكفن المُقدس .. والقديس لوقا الطبيب والرسام ..! وليس المقصود بها صور وتماثيل العذراء لانها ليست للعبادة بل للبركة والتشفع بها وطلب تدخلها ليرحم الله البشر ..
- لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً اوصي بها الرب شعب بني اسرائيل لانهم صنعوا ألهةً وأسموها وعبدوها .. فهل نحن صنعنا شكل وشبه الرب يسوع أم أعطانا هو صورتهِ ..! وشكل صبغتهِ فينا حينما قال وترونني فتفرح قلوبكم ولا يستطيع احد ان ينزع فرحكم منكم .. هل العذراء إله نحن صنعناه ام إنها ام المُخلِّص وموجودة وتظهر جلياً مئات الظهورات وتقوم بعمل الاشفية والمُعجزات حول العالم ..!
- إلي هؤلاء إن كانوا مؤمنين بالرب يسوع
بأنهُ الله الظاهر بالجسَّد
يقول الكتاب المُقدَّس حاشا ليّ أن أفتخر إلا بصليب ربنا ومُخلصِّنا يسوع المسيح ..! هل تُطبِّق هذه الاية بحياتك ..!؟
واذا كنت تؤمن بها والصليب موجود خلف المنابر وعلي واجهات كنائسكم .. فهل تعبُد الصليب ام المصلوب عليه ..!
ابواب الجحيم لن تقوي عليها .
ايمن منير