ياسر أيوب
أسس الصحفى الفرنسى روبرت جرين الاتحاد الدولى لكرة القدم فى 1904.. وأسس الصحفى الأوروجوانى هيكتور جوميز اتحاد أمريكا اللاتينية فى 1916 كأول اتحاد قارى كروى فى العالم.. وكان الصحفى البرازيلى ماريو فيليو أول مَن فكر فى 1950 فى إقامة أول بطولة عالمية للأندية.. وفى مكتب «ميدويل»، نائب رئيس تحرير جريدة إيجيبشيان ميل، بدأت فى 1917 أول بطولة كروية كبرى فى مصر حملت اسم الكأس السلطانية.. وشارك الصحفى إبراهيم علام فى تأسيس الاتحاد المصرى لكرة القدم 1921.. وحكايات ونجاحات أخرى كثيرة جدًّا فى العالم وفى مصر تؤكد أن صحافة الرياضة لم تكتفِ بالمتابعة والأخبار والحواديت، إنما كانت لها إسهاماتها ومشاركاتها أيضًا فى التأسيس والبناء والنجاح أيضًا.. ولأن نقابة الصحفيين تشهد اليوم انتخابات رابطة النقاد الرياضيين.. فمن الجميل استغلال هذه المناسبة لاستعادة تاريخ الصحافة الرياضية فى مصر.. صحافة كانت حاضرة منذ بدأت مصر تعرف الرياضة، وبدأت قبل أن تؤسس مصر اتحاداتها ومسابقاتها وأنديتها، التى بدأت فى عاصمتها وسواحلها.. وفى بلدان أخرى كثيرة كان الناس يلعبون أولًا، ثم تتأسس صحف ومجلات لتتابع ألعابهم.. لكن ما جرى فى مصر كان صحافة رياضية سبقت الألعاب كلها، وقامت بتمهيد الطريق أمام كل لعبة.. وكان لها دور أساسى ومهم سواء فى فتح أبواب بيوت مصر للرياضة أو فى تأسيس مختلف الاتحادات.. وأظن أنه من اللائق الآن استعادة بدايات الصحافة الرياضية فى مصر امتنانًا لدورها واعترافًا بفضلها.. ففى 1895 أصدر نورى إميل ناخارتى فى الإسكندرية صحيفة السباق المتخصصة فى سباقات الخيل..
وفى 1986 صدرت مجلة الرياضة.. وفى 1905 صدرت صحيفة الرياضة.. وفى 1907 صدرت صحيفة الألعاب الرياضية.. وفى 1920 أسس إبراهيم علام مجلة الرياضة البدنية.. وفى 1921 خصصت مجلة الزمان ثلاث صفحات للرياضة، وصدرت أيضًا مجلة المضمار.. وتوالت بعدها صحف ومجلات رياضية فى القاهرة والإسكندرية.. ثم خصصت جريدة الأهرام فى 1922 أول باب رياضى يومى فى الصحافة المصرية لتبدأ الصحافة الرياضية المصرية واقعًا جديدًا لم يعد ممكنًا التراجع عنه أو إلغاؤه.. وبدأت مجلة المصور بابها الرياضى فى 1927، والذى قدم أول تغطية حقيقية وشاملة لرحلة منتخب مصر لكرة القدم.. وتوالت بعد ذلك النجاحات والإسهامات، التى جعلت الجماهير تثق فى الصحافة الرياضية، وتراها سلطة حقيقية يمكن اللجوء إليها عند رؤية أى خطأ او إحساس بالظلم والعجز، ولهذا كان الهتاف الشهير.. الصحافة فين؟.. وبعدما فقدت الصحافة الآن الكثير من قوتها وتأثيرها مثل كل صحافة الورق، بعد الإنترنت والسوشيال ميديا، فذلك لا ينتقص من حق الصحافة الرياضية وشكرها والاعتزاز بها
نقلا عن المصري اليوم