حمدى رزق

متأخر قليلًا هذا المقال، لا يهم أن تأتى متأخرا، أن تكتب متأخرا، بعد اكتمال الاستعدادات الكروية لإقامة قمة كأس مصر فى الشقيقة السعودية.

 

مشكورين الأشقاء على أحتضان العرس الكروى المصرى، قمة منورة فى استاد «الأول بارك». ليلة مصرية فى «موسم الرياض»، فى بلدنا الثانى.. وهذا ليس من قبيل المجاملة. ولو أقيمت القمة فى الإمارات العربية أو فى قطر، كلها عواصم تعشق الكرة المصرية كما تعشق كل ما هو مصرى..

 

فقط نسأل: وهل كان هناك ما يمنع من إقامة كأس مصر على أرض مصر وفى استاد القاهرة الدولى؟!.. اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وجمهور الكرة فى شوق إلى المدرجات التى تشكو خواء وتصفر فيها الرياح..

 

لماذا يُحرَم عشاق قمة الكرة المصرية من مشاهدة القمة فى استاد القاهرة ويشاهدونها متلفزة؟، لماذا هذا الإصرار العجيب على تسليع قمة الأهلى والزمالك وقمم كروية مصرية أخرى خارج الحدود؟

 

.. وسؤال بسؤال: استادات مصر بطول وعرض البلاد ومنذ زمن لم تحتضن قممها الكروية، وما تبقى لجمهور الكرة مباريات عادية بسعة جماهيرية تعد بالآلاف، لا تسمن ولا تغنى من جوع جماهيرى لحضور المباريات فى المدرجات.. ألم تكن هذه القمة فرصة لعودة الجماهير إلى المدرجات؟!.

 

وإذا أفلتت هذه القمة، هل هناك بارقة أمل فى قمم كروية قادمة يحتضنها استاد القاهرة؟!.

 

أخشى اتحاد الكرة والرابطة والعاملين عليها، على الكرة المصرية.. يفضلون السفر وراحة الدماغ، وتسليع القمم الكروية أسهل من إدارتها وتنظيمها على الأراضى المصرية، كما أنها تولد دولارات، وخزانة الاتحاد خاوية بفعل المدرجات الخاوية؛ بمعنى قمة تفوت، وخيرها فى غيرها.

 

سيقول قائل: العواصم العربية تحتضن قمما أوروبية ضخمة، ربما تتضاءل جوارها قمة الكرة المصرية.. صحيح وليس صحيحا، حقٌّ يراد به باطل. فى أوروبا والدول المتقدمة كرويا، المدرجات تغص بالجماهير، حالة شبع جماهيرى، والعواصم الأوروبية تصطحب بالزخم الكروى طوال الموسم.. الكرة المصرية لا تمتلك سوى قمة يتيمة، حتى الكحكة فى إيد اليتيم عجبة، يسلعونها بمنطق الأثرياء. نهائى كأس مصر، قمة الأهلى والزمالك، قمة القمم العربية، محلها المختار دوما استاد القاهرة، كانت فرصة لإعادة الحياة لكرة القدم المصرية التى تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأنتم على قلبها قاعدون. يستحيل إعادة الحياة إلى مدرجات الكرة فى مصر من خارج الحدود!!

 

كنت أتخيل، من الخيال المحلق فى سماء القاهرة (عندما كتبت قبل شهرين مطالبا بإقامة قمة كأس مصر فى استاد القاهرة)، أن هناك فى اتحاد الكرة والرابطة من يتحرق شوقا إلى رؤية استاد القاهرة يفيض بالجماهير، بأعلامها، وهتافاتها، ومنصة تتويج نفتخر بها، وصورة من الجو لاستاد القاهرة منور الدنيا، ولقطات مصورة لمعالم القاهرة الزاهرة، وليلة كروية فى حب الوطن.

 

خيال، يبدو أنى شخص خيالى ليس لى فى الواقع نصيب، حرمت أتخيل، بلاها خيالات حتى لا أتهم بالخيال المرضى، جد لا أحد يسمع، لا أحد يتشوق، بل هناك من يتسوق عروضًا لاستضافة قمم مصر الكروية، هناك من يُصر عمدًا على حرمان جماهير الكرة من مقعد فى مباراة تحت الأضواء.

 

 

يا سادة، استاد القاهرة مظلم، يشكو حاله لحاله، وأنتم عنه غافلون ومبتسمون أمام الكاميرات فى «الأول بارك»!.

نقلا عن المصرى اليوم