أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح القديس هوشع النبي أحد الاثني عشر نبيا من أنبياء بني إسرائيل و اسم هوشع هو اسم عبري معناه "الخلاص"
هو نبي من الأنبياء الصغار، وقد كتب السفر المُسمى باسمه (سفر هوشع) يظن أن فترة نبواته دامت حوالي أربعين سنة، في القرن الثامن قبل الميلاد. وقد عاصر هوشع سقوط السامرة سنة 722 ق.م. وكان ينتمي إلى مملكة الشمال، وإلى تلك المملكة (أي السامرة). تنبأ، وكان معاصرًا لإشعياء الذي تنبأ لمملكة الجنوب (يهوذا) (قابل هو 1: 1 مع اش 1: 1). كما أن هوشع عاصر عاموس في الملكة الشمالية وميخا في المملكة الجنوبية.
وهو هوشع بن بئيري، وقد تنبأ في "أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا ، وفى أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل (يريعام الثاني ملك المملكة الشمالية)" (هو 1: 1)، أي في القرن الثامن قبل الميلاد. وهو على الأرجح النبي الوحيد الذي عاش في المملكة الشمالية (ربما باستثناء يونان) ، ويؤيد ذلك ليس فقط لأن كلامه في غالبيته موجه إلى افرايم (المملكة الشمالية) بل أيضاً أسلوبه المميز ولغته التي تحمل صبغة آرامية، وكذلك معرفته الوثيقة بمواقع وظروف تلك المملكة (هو 5: 1، 6: 8 و9 12: 12)، بل ما هو أكثر من ذلك أنه يدعو مملكة إسرائيل "الأرض" (1: 2)، وملكها "ملكنا" (7: 5).
وقد بدأت خدمة هوشع قبل موت الملك بريعام (فى 732 ق. م). ولا نعلم على وجه اليقين المدة التي واصل فيها خدمته، فاعتراضه على التحالف مع مصر (هو 7: 11، 12: 1) قد يكون إشارة إلى ارسال هوشع آخر ملوك إسرائيل رسلاً إلى "سوا" ملك مصر (2 مل 17: 4)، الذي يرجح أنه فرعون "نفنخت" (726-716 ق.م.)، فإذا كان هذا هو ما يشير إليه النبي، فيكون قد خدم حتى السنوات الأخيرة للمملكة الشمالية. وقد يكون ذكره للملك حزقيا والملوك الثلاثة قبله، ولمملكة يهوذا، دليلاً على التجائه لمملكة يهوذا لمواصلة خدمته، بعد أن رفضت إسرائيل الاستجابة لدعوته (هو 1: 1 مع 1: 7 و11، 4: 15، 5: 5 و10، 12 - 14، 6: 4 و11، 8: 14، 10: 11، 11: 12، 12: 2).
وتتوقف معرفتنا للكثير عن حياته، على مفهومنا لما جاء عنه في الإصحاحين الأول والثالث من نبوته، فقد كان هذان الإصحاحان - على الدوام موضع جدل كثير، ويمكن تقسيم الآراء المختلفة حولها إلى قسمين أساسيين:
(1) الرأي المجازى: وقد نادى به كثيرون من المفسرين من اليهود ومن المسيحيين، الذين يرون أن كل الأقوال المتعلقة بزواج هوشع وحياته العائلية، مثل أمر الرب له بأن يأخذ لنفسه: امرأة زنى وأولاد زنى" (1: 2)، يجب أخذها على محمل مجازى، إذ يرون أن إله إسرائيل لا يمكن أن يطلب من هوشع أن يتزوج امرأة فاسدة، ويستخدم ذلك لإلقاء درس عن الأمانة.
(2) الرأي الحرفي: وبناء على هذا الرأي يجب أخذ الأصحاحين الأول والثالث معاً بمنطوقهما الحرفي، وأنهما يشيران إلى نفس المرأة، وهى "جومر بنت دبلايم" التى ولدت له ولدين وبنتا. ولكن بمرور الأيام ثبت انها امرأة خائنة، فتركت زوجها. ثم بعد ذلك أمره الرب أن يستعيدها من عشيقها، فاشتراها بخمسة عشرة شاقل فضة و بحومر و لئك شعير (هو 3: 1 و2). وبالرغم ما يحف بهذا الرأي من صعاب، إلا أنه يلقى قبولاً من الكثيرين من المفسرين إذ يرون أن هناك تفصيلاً لبعض الأحداث، مثل تحديد الثمن الذي دفعه لاستعادة زوجته (3: 2)، فهذا لا يحتمل تفسيراً مجازيا، علاوة على أن هذه الأحداث تذكر على أنها وقائع تاريخية.
ومهما يكن الرأي الصحيح، فإن معاناة هوشع، وما لقيه من خيبة أمل في حبه لزوجته، لاشك في أنه كان لهما أثر قوى في ما تتسم به رسالته من رقة وحنان، فقد أصبح اختباره الشخصي قناة لتوصيل الرسالة الإلهية بقوة.
وذكر في نبوته أشياء غريبة وعجيبة وبكت بني إسرائيل علي سيئاتهم وزلاتهم وأنذرهم بالشرور التي تحل بهم عقابا لهم علي جرائمهم ووعدهم بزوال هذه المصائب عنهم إذا رجعوا إلى الرب ألههم وتنبأ عن آلام المخلص وقيامته وخلاص بني البشر. فقال " ضرب فيجبرنا يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب " وتنبأ عن أبطال سطوة الموت وكسر شوكة الجحيم بقوله " أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية " وتنيح في شيخوخة صالحة.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...