بقلم: شريف البدرى
حينما سكن الليل افترشت النجوم كفتاة ساحرة نثرت فى السماء ضياء باهرة، فغازلها القمر وتراقصا .
داعبت النسمات أوراق الشجر ، سارا معا وتهامسا ؛ بينما كان النهر يتبختر بين الضفتين فى ليلة الفيضان كأنها ليلة عرسه ،أما طيور المدينة فإنها اصطفت تغرد سيمفونية الفرح كأنها فى حفل زفاف جماعى .
إنها مدينتنا الخلابة ،عذراء تجذب أفئدة العاشقين ؛هى تاج الطبيعة ولؤلؤة المدائن .
أما أهل المدينة فهم فى غير الحال، وجوههم عابسة عيونهم ترقب شيئا ما، أرواحهم يسكنها المجهول يتلفتون ف صمت ، آذانهم تتلصص أو قل تتجسس وكأنها تراقب دبيب النمل ، يمشون على الأرض أجسادا ساكنة وكأنهم خشوع فى صلاة خوف.
كنت أمشى بينهم محتضنا قلمى وأوراقي ،متأملا ولم ينظر إلى أحد!.
أخفى أسألتي الصاخبة التي قفزت خارج عقلي تطرق كل باب في المدينة، ماذا جرى؟!
لا أظن أن أحد في المدينة يعلم ما جرى ،أو حتى يفكر أن يسأل عما جرى .
قلت ف نفسي لعلي اقترب قليلا فيحدثني أحد وأحدثه ثم أكتب دون أن يلحظني، فجأة تجلت أمام عيناي(يوميات نائب في الأرياف) فضحكت :إنني لست الحكيم وليس في مدينتنا الشيخ عصفور بحكمته وشطحاته وبهلوانيته، ولم تلد مدينتنا فتاة مثل ريم التي خلب حسنها عقول الرجال، وفتن دلالها قمر الدولة علوان حتى قتله وجعل مقتله لغزا لا يحل.
رغم أني من سكان المدينة لا أتذكر إلا شيئا واحدا هو أن الجميع نسى أو تناسى كل شيء دون أن نعى كيف حدث هذا؟وهل من فاعل؟
أهو وباء أصاب أهل المدينة جميعا؟!
تردد في مدينتنا أن قرية صغيرة تجاورنا هبط على أرضها كائنات من السماء، شاع بين أهلها أنهم أولياء من الانس أو جان ، أما متعلمو القرية قالوا أنها كائنات فضائية ،وأن كل شئ في القرية سيتغير بفعل الإشاعات الفضائية.
أما أنا تكاد تقتلنى الظنون عما جرى لأهل مدينتي ،سأغامر سأقترب أكثر فأكثر وسأسألهم ...... وليحدث ما يحدث. .... !