في مثل هذا اليوم 8مارس1964م..
مازلنا نذكر دوره في فيلم «الأستاذة فاطمة» حينما قرر أن يمحو أميته بعدما صارت ابنته فاطمة محامية وهو يتهجى كلمة «ثعبان» حيث تهجّاها على هذا النحو (ث ضمة.. ثو) (ع سكون.. أوع) (ب فاتحة.. با) (ن سكون.. أون) ثم نطقها كاملة كالآتى (حنشون) كما لا ننسى لزماته التي يقول فيها: «يا صفايح الزبدة السايحة» و«نورماندى توووو» «ويا لطيف اللطف يارب» و«كلمتى ما تنزلش الأرض أبدا».. إنه الفنان الراحل عبدالفتاح القصرى المولود عام 1906 لأب ثرى يعمل في تجارة الذهب في الجمالية.. أحبَّ التمثيل منذ الصغر وألحقه أبوه بمدرسة«الفرير»كانت بدايته في فرقة عبدالرحمن رشدى ثم فرقة عزيز عيد وفاطمة رشدى ثم فرقة نجيب الريحانى وترك الفرقة لعدم اتفاقه مع مديرها وقتها بديع خيرى ليعمل بفرقة إسماعيل ياسين ولما حقق تميزا تهافت عليه المخرجون قدم دورالمعلم بحبح ثم دنجل أبوشنتورةفى«سى عمر» والمعلم نفخو في «لعبة الست» وتاجر السلاح في «ليلة الدخلة»والمعلم عبدالعزيز في فيلم «الأستاذة فاطمة» قدم القصرى شخصية ابن البلد البسيط خفيف الظل مدّعى الثقافة كما قدم زعيم العصابة والوصولى.
وكان آخر أفلامه «سكر هانم»، ومن أعماله الأخرى «المعلم بحبح» و«بسلامته عايز يتجوز» و«شىء من لا شىء» و«سى عمر» و«لو كنت مكانى» و«من فات قديمه»و«السوق السوداء»و«معلش يا زهر» و«فيروز هانم»، و«تعال سلم» و«حماتى قنبلة ذرية» و«بيت النتاش»، و«على كيفك»، و«عنتر ولبلب»، و«الآنسة حنفى» و«حسن ومرقص وكوهين» و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع» و«ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين».اشتهر القصرى بتأديته دور ابن البلد غير المتعلم ومدعى الثقافة كما جسد دور زعيم العصابة ودور الانتهازى، وبلغ رصيده من الأفلام حوالى ستين فيلما، وكان آخر أفلامه «سكر هانم» عام 1960.. كانت السنوات الأخيرة من حياته مأساة حقيقية فبينما كان يؤدى دوره في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين أصيب بالعمى، ثم تنكر له الكثيرون، وتوالت عليه النكبات، وفى مستشفى المبرة لقى ربه صباح الأحد 8 مارس 1964، ولم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين