د.امير فهمي زخاري المنيا
 الشاعر بيرم التونسى قضى حياته كلها مالوش سقف فى تجاوزاته واشعاره ضد كل الناس من اول موظف البلدية لحد الملك فؤاد نفسه اللى طعن فى شرفه وشرف مراته الملكة نازلى..

و وصل بيه الامر انه عمل حاجة سماها قرآن بيرم كتب فيه الشعر على شكل يشبه الايات و سماها سورة الستات بيقول فى اولها :
قل للمتزوجات يسترن أفخاذهن... ويغطين سمانات ارجلهن... ولا يلبسن فستانا قصيرا.

و بعدها عمل سورة أربعين سعد زغلول اللى بيقول في اولها :
يس والدستور العظيم
ذكر ما أنزل على مصطفى وفريد...
وما أوحي إلى الزعماء من لدن عزيز عليم...
وفي عام 1960 حصل بيرم التونسي على الجنسية المصرية وبعدها بعام واحد توفي متأثرا بالربو.
وكان قد كتب قبل وفاته:
قال: إيه مراد ابن آدم؟
قلت له: طقه
قال: إيه يكفي منامه؟
قلت له: شقه
قال: إيه يعجل بموته؟
قلت له: زقه
قال: حـد فيها مخلد؟
قلت له: لأه

فى سنة 1960 فاجئ بيرم التونسى الجميع بانه راح يحج رغم ان كل الناس عارفين انه بعيد تماما عن الدين و شعائره و لما رجع كتب قصيدة بيقول فيها :
لا يعاتب اللى يتوب و لا بطبعه اللوم
واحد مفيش غيره ملا الوجود نوره
دعانى لبيته لحد باب بيته
و اما تجلى لى بالدمع ناجيته
كنت ابتعد عنه و كان ينادينى
و يقول مصيرك يوم تخضع لى و تجينى
طاوعنى يا عبدى طاوعنى انا وحدى
مالك حبيب غيرى قبلى و لا بعدى...
و مات بعدها بيرم التونسى فى 5 يناير 1961 و ام كلثوم غنت القصيدة دى بعد موته بـ 11 سنة..
سبحان الله انك لا تهدى من احببت و لكن الله يهدى من يشاء...
د.امير فهمي زخاري المنيا
------------------------------------
المصادر :
1 - المفرد العلم فى رسم القلم - السيد احمد الهاشمى
2 - ديوان الادب فى نوادر شعراء العرب
3 - فنان الشعب محمود بيرم التونسى - احمد يوسف