حمدى رزق
أعلاه عنوان كلمة الرئيس السيسى فى احتفالية القوات المسلحة بيوم الشهيد، (الندوة التثقيفية 39).
كلمة أبرك من عشرة كما يقولون، مصر وطن الشهداء لا تخون دماء شهداء غزة، مصابنا واحد، وموقفنا واحد، مصيرنا واحد.
قطع الرئيس السيسى قول كل خطيب يهرف بما لا يعرف ويخلط تخليطًا: «الأرض أرضنا وبلادنا، واحنا مسؤولين كلنا إننا نحميها زى ما هى كده.. من آلاف السنين دى حدودها، ومفيش حد هيفرط فى حاجة».
فعلًا، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، مثل مصرى معبر عن حالة «القيادة المصرية» فى أتون حرب غزة، حِمل ثقيل تنوء بحمله الجبال، أعباء الحرب على غزة تُثقل كاهل القيادة المصرية.. جمل الحمول.
القيادة الممتحنة تحمل عبء القضية الفلسطينية صابرة محتسبة من أجل تأمين حياة رضيع فلسطينى يصرخ مستجيرًا من هول العذاب وتتولاهم مصر الكبيرة بقلب حنون.
ولا يُتبعون جهدهم المشكور منًّا ولا أذى، بين ظهرانينا رجال صدقوا، يصلون الليل بالنهار فى عمل دؤوب، يجتهدون فى صمت، ولا يُصرحون، ولولا يقظتهم لكان للقضية الفلسطينية وجه آخر، ولتفرق الفلسطينيون الطيبون بين العواصم القريبة والبعيدة فى نكبة جديدة تجاوز نكبة 48 والشتات الفلسطينى الحزين.
نعم، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، والقيادة كابشة جمرة نار، القضية الفلسطينية جمرة نار موقدة، وكابشها ممتحَن، نار على الحدود، نار فى الجوار، والتهديدات الوجودية على كافة المحاور الاستراتيجية.
واللى ميعرفش يزايد على موقف القيادة النبيل، واللى ميعرفش يتجاوز الخطوط الوطنية الحمراء، والقيادة فى مفرق وجودى خطير لا تطلب جزاءً ولا شكورًا، فقط العون المعنوى، الاحتشاد، وحدة الصف، وسد الخلل، والصلاة صلاة مُودِّع فى حب الوطن.
مزاد الوطنية منصوب، والمزايدون كثر، يزايدون على أبيهم فى قبره، المزايدة صارت طقسًا، وفى الفضاء الإلكترونى متسع للمزايدات الرخيصة على الموقف المصرى الشريف، وعلى مسلك القيادة الوطنية التى أعلنتها صريحة: «نتعامل بشرف، فى وقت عزَّ فيه الشرف».
وفى قلبه مرض، والغرض مرض، ومرضى القلوب يُسفرون عن وجوههم القبيحة، أفاعٍ لزجة خرجت من جحورها الرطبة، إذ فجأة، تتلوى فى الفضاء الإلكترونى تغريدًا وتتويتًا، تنفث حقدها، وتبخ سمومها، وتلوى الحقائق، وتحرف المزاج العام، وتفتن الشارع من حول القيادة فى مفرق وجودى.
الحدود مشتعلة جنوبًا وغربًا وشمالًا وشرقًا، والمزايدات شغالة، ومين يزود، فعلًا اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل، ولكنهم لا يخجلون، المزايدات مقترنة بمخطط صهيونى مفضوح بتوطين الفلسطينيين فى سيناء، (وعد مرسى لأبومازن)، لكن فى القيادة رجال نذروا أرواحهم فداء لوطن يستحق الخلود، وعلى الحدود أسود، واللى يقرّب يجرّب، لسان حال القوات المسلحة العظيمة صاحبة العبور العظيم قبل أن يولد هؤلاء ونرى وجوههم القبيحة.
خلاصته.. استمراء الكَيْد والمكايدة السياسية، والتغريدات العدائية، والهتافات الحنجورية، تجور على القضية الأساسية التى تعتنقها القيادة المصرية، وقوامها حقوق الشعب الفلسطينى القانونية والتاريخية والعادلة فى دولته المستقلة على حدود ٦٧، وعاصمتها القدس.
نقلا عن المصرى اليوم