كتب - محرر الاقباط متحدون 

يقول القديس ثيوفانس الحبيس، بخصوص الصلاة لأجل الراقدين الهراطقة أو غير المؤمنين :" بالنسبة إلى أبويك إن كانا توفيا في الهرطقة، تستطيع أن تصلي لأجلهما مسلمًا إياهما إلى رحمة الله غـير المحدودة ، ولكن لا يمكن أن تذكر أسماؤهما في الخدم الليتورجية والقداس الإلهي. إن الكنيسة تصلي إلى الرب لأجل أبنائها متوسلة إليه أن يعضدهم في الإيمان المستقيم ويرشدهم في طريق التقـوى. 
 
بالنسبة إلى غير المؤمنين ، الهراطقة ، الضالين وسائر الذين هـم خارج أحضانها على وجه العموم فهي تصلّي بأن يرجعوا عارفين الإله الحقيقي. وبما أنهم لا يستطيعون أن يرجعوا إليه إلا هنا على الأرض وفي هـذه الحياة، فصلاتها تنحصر بالأحياء فـيهم. اما "الراقدون" الهراطقة أو غير المؤمنون قد خسروا نهائيًا كل مقدرة على العودة، المصدر، نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، عبر صفحته الرسمية 
 
الكنيسة هـي الجسد الإلهي البشري للمسيح ، والمسيحيون أحياء و"راقدون" أعضاء هذا الجسد. جميع الذين لا ينتمون إلى هذا الجسد هم مدعوون إلى الإيمان، إلى أنْ يعتمدوا ويصيروا أعضاء في جسد الكنيسة لأنهم بهذه الطريقة فقط يستطيعون أن يخلصوا. قـال الـرب : "من آمن واعتمد يخلص، ومن لا يؤمن يدان" ( مـر ١٦ : ١٦). وقال أيضًا : "مَن لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (مت 5:3)، وهـذا ممكن التحقيق فـقـط علـى الأرض. كما قال لتلاميذه أيضًا : "كل ما تحلُّونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" ( مت ۱۸ : ۱۸ )، أي كل ما تغفرونه على الأرض سيكون مغفورًا في السماء، وبالتالي كل ما لا يُغفَر في هذه الحياة لا يمكن أن يُغفَر في الحياة الثانية. ولهذا السبب فالكنيسة لا تصلي من أجل المنتحرين وهم في كامل وعيهم وليس مضطربين نفسيًا حتى ولو كانوا معتمدين، ولأنهم إذ قد أماتوا أنفسهم يأسًا من رحمة الله بإنقاذهم لما هم فيه فليس لديهم القدرة على التوبة ونيل المغفرة على خطيئتهم المخيفة. 
 
أنا أفهم كم تُمرمرك هذه الأمور لأنها تتعارض مع مشاعرك وأشواقك، ولكني سأعزيك بقولي بأنّك تستطيع الصلاة لأجل أبويك مسلمًا إياهم برجاء إلى محبة الله غير المحدودة للبشر، وهـذا ما نفعله للأطفال الذين يموتون بدون أن ينالوا سر المعمودية، أرجو أن يرحم الرب نفسيهما بحسب جزيل تحنّنه وبموجب إيمانك.