محرر الأقباط متحدون
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك استهدافا ممنهجا للاصوات المسيحية الوطنية في هذا المشرق وهنالك ايضا من يخدمون اجندات مشبوهة ومعادية وهم يقومون بدور قذر في التحريض والاساءة على اية شخصية دينية او وطنية مسيحية تدافع عن فلسطين وقضيتها العادلة وشعبها المظلوم وخاصة فيما يتعلق اليوم بغزة المنكوبة .

يؤلمنا ويحزننا ان هنالك بعضا من المسيحيين الذين تخلوا عن مسيحيتهم وخانوا سيدهم واصبحوا ادوات يستعملها اعداء المسيحية الذين لا يعجبهم ان يكون هنالك مسيحيون متمسكون بمسيحيتهم ومتمسكون بأوطانهم في هذا المشرق وبوصلتهم كانت دوما القضية الفلسطينية والقدس .

لا نريد ان نسيء لاحد او نُخون احد او ان نوزع شهادات حسن سلوك او تخوين لاحد فهذا ليس دورنا ولكن ما نقوله للمسيحيين في هذا المشرق وفي هذه الارض المقدسة بنوع خاص بأننا ومع ازدياد ظاهرة السوشيل ميديا نحن بحاجة الى مزيد من الوعي والحكمة والرصانة لكي يتمكن الجميع من التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود.

ليس كل من خرج علينا مستغلا وسائل السوشيل ميديا ومدعيا التبشير بالمسيحية هو بالفعل كذلك ،  فالبعض يدعون ذلك ولكنهم يبثون سموم الكراهية وينشرون تعاليم مسيحية مشوهة ومضللة وغير صحيحة ولا تمت للمسيحية الحقيقية بشيء .

هنالك من استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي ونصّبوا انفسهم متحدثين باسم الكنيسة والمسيحية وهم لربما لم يقرأوا الانجيل المقدس لمرة واحدة او اذا ما قرأوه لم يفهموه ولم يتعرفوا على روحانيته وقيمه ورسالته .

الخطر الذي نعاني منه كمسيحيين اليوم ليس فقط خطرا خارجيا من جهات اخرى بل هنالك خطر داخلي من اشخاص وجماعات يدعون انهم حريصون وغيورون على المسيحية ولكنهم في الواقع يخدمون اجندات ومشاريع معادية للمسيحية.  

لسنا اقلية او جالية في بلادنا وفي مشرقنا ولا نريد ان يحولنا احد الى اقلية والى عابري سبيل في هذا المشرق وفي هذه الارض المقدسة فنحن اصيلون في انتماءنا لهذه الارض وجذورنا عميقة في تربتها .

وعندما ندافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم نحن نقوم بواجب مسيحي وواجب انساني ووطني ذلك لان المسيحية الحقة القويمة انما تحثنا وتدعونا ان نكون الى جانب كل انسان ومتألم ومعذب .

لا يمكننا ان نكون صامتين متفرجين امام المظالم الذي يتعرض لها اي انسان في هذا العالم فحيثما هنالك الم وحزن ومعاناة نحن منحازون للانسانية ونقف الى جانب كل انسان مظلوم ، فكم بالحري عندما نتحدث عن فلسطين الارض المقدسة مهد المسيحية حيث طريق الالام والقيامة .
لا تخافوا ايها المسيحيون من ان تقولوا كلمة حق في هذا الزمن العصيب ، فالمسيحية تعلمنا الجرأة والقوة لكي ندافع عن الحق والعدالة دونما ان نخاف لومة لائم ودون ان نتردد او نتلعثم .

كونوا اقوياء في ايمانكم وفي انتماءكم لهذه الارض المقدسة ولا تسمحوا لاحد ان يشتتكم وان يغسل ادمغتكم وان يحرف بوصلتكم وما اكثر الشعارات التي نسمعها عبر وسائل السوشيل ميديا في هذه الاوقات وما اكثر هؤلاء الذين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي لبث سمومهم وتحريضهم وكراهيتهم باسم المسيحية والمسيحية من هذا براء.

انها ظاهرة خطيرة تحتاج الى معالجة وهذا دور رعاتنا وكنائسنا وهذا دور الاباء والامهات والمدارس ان تغرس في نفوس ابناءنا الانتماء للمسيحية القويمة الحقيقية وليس لمسيحية مشوهة لا علاقة لها بالمسيحية القويمة لا من قريب ولا من بعيد .