هاني لبيب
أميل بين الحين والآخر إلى عادة قديمة فى تجميع الكلمات والجمل والأفكار التى لها دلالة فكرية، وربما فلسفية فى حياتنا الثقافية. وأعتقد دائمًا.. أننا نحتاج إلى مراجعتها ليس فقط لإعادة تفسيرها وفهمها وتحليلها، بل للتأكيد على أن بعضها لا يحمل أكثر من معناها المباشر، ولا تحتمل التأويل الذى أدى فى الكثير من الأحيان إلى فساد الأفكار وتضادها.
آثرت، مثل كل مرة أكتب فيها عن تلك الأفكار، ألّا أكتب اسم صاحبها.. فربما يثير ذلك الفضول للبحث عنه وقراءة كتاباته وإسهاماته، وجميعها أفكار اخترتها بدقة لكونها تعبر عن قناعاتى الشخصية، ولذا كتبتها بتصرف لا ينفى مضمونها الأصلى، وذلك على غرار:
- رأيى صواب.. يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ.. يحتمل الصواب.
- إذا حاججنى ألف عالِم لغلبتهم، وإذا حاججنى جاهل واحد لغلبنى، ولا أريد أن أحاجج جاهلًا.
- خير لنا أن نفهم القليل.. من أن نسىء فهم الكثير.
- مصر أقدم وأعرق دولة فى الجغرافيا السياسية للعالم، غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر، مهما كانت قوة الضغط والحرارة.
- المواطنون المسيحيون ليس لهم ملابس تميزهم عن سائر الناس، وهم لا يسكنون مدنًا مقصورة عليهم، ولا يتكلمون لغة مخالفة لغيرهم ولا يتبعون أسلوب حياة غير مألوف.. يؤدون واجباتهم كمواطنين، يطيعون القوانين الوضعية، ولكنهم فى سلوكهم يسمون على القوانين.
- يكون المواطنون المسيحيون جزءًا من كيان الأمة.. إن جماعتهم الصغيرة بفضل بعض القواعد المستمدة من الأخلاق الإنجيلية تعطى مصر صورة نادرة تمامًا.
- الهوية هى الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق.. اشتمال النواة على الشجرة فى الغيب المطلق.
- مقياس حضارة أى مجتمع هو ما تستمتع به مكوناته من أمان.
- عندما هاجر البِيض إلى أمريكا كان الإنجيل فى أيديهم، والأرض فى أيدى الهنود الحمر. واليوم، الإنجيل فى أيدى الهنود الحمر، والأرض فى أيدى البِيض!!.
- هناك أمة واحدة تضم مسيحيين ومسلمين على السواء، وإن المشاكل الدينية التى تنشأ بين أبناء الأديان المختلفة.. إنما هى فى الحقيقة مشاكل سياسية تثيرها اصطناعًا قوى خارجية لمصلحتها الخاصة.
- الكنيسة المصرية مجد مصرى قديم، ومقوم من مقومات الوطن المصرى.
- كما أن مصر «فلتة» جغرافية، فإن المواطنين المسيحيين المصريين «فلتة» طائفية.. أو بالأحرى إنسانية.
- وهو الدين الذى أقر لغير المسلمين، ليس فقط بحقوقهم الفردية والجماعية الكاملة، بل أيضًا بالمواطنة الشاملة.
- المصريون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة، لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين إليهم وحدهم يُعهد بالوظائف العامة.
- جميع السلطات مصدرها الأمة.
- الديمقراطية مشروع وليد طارئ على الوطن العربى من حيث هو فكرة ومن حيث هو ممارسة معًا.
نقطة ومن أول السطر..
أفكار وكلمات.. نقرؤها، وربما نسمعها، تمر على بعضنا مرور الكرام، ويتوقف عندها البعض ليفكر ويفكر. وفى كل الأحوال تظل الأفكار فعلًا لها أجنحة تتجاوز مجال صاحبها، وتعبر فوق كل الحدود لتسهم فى تحقيق الإنسانية.
نقلا عن المصري اليوم