ايزيس حبيب
 نعيش بمعتقدات خاصة عن الرجولة موروثات فكرية نتلقنها منذ طفولتنا في بيوتنا، تلك المعتقدات ننشأ عليها وكأنها حقائق مؤكدة، حقائق عن الرجولة لكنها حقائق عن الرجولة الكاذبة.

 نبدأها معه منذ طفولته وسني مراهقته وهي فترة هامة في تنشئة الطفل عموما .

نفتح له باب سجن الرجولة المبكرة الكاذبة التي توارثناها من الأجداد والأباء.

نلقنه أن يصبح حبيس مشاعره وعواطفه التي لا ينبغي أن يبوح بها أو حتي يُظهرها، وان كل صور التعبير عن المشاعر حزن خوف أو ألم أو حتي حب هو أمر خاطيء ومرتبط بالإناث لأنها ضعيفة، اما الرجل هو قوي لا يجب أن يكون ذي مشاعر لأنها ستصبح نقطة ضعف لديه ستسحبه الي الوهن والضعف واحيانا الي الفقر والعوز.

فالتعاطف والشفقة ستجعله ضعيف مُستّغل ممن حوله.

قد ننعت الولد بأنه بنتاً إذا جاءنا باكيا ونردد في أذنيه انت رجل لا تبكي البكاء للإناث فقط، ويحبس دموعه والتعبير عن مشاعر حزنه وألمه،بجانب أعطاؤه معتقد أن الإناث ضعيفة وقليلة القيمة ومستهان بها بسبب مشاعرها وإحساسها وهذا يقودنا الي التحدث لاحقا مدي تأثيره في معاملته مع أمه أخته و زوجته في المستقبل .

ينشأ الرجل الصغير جامد المشاعر والعواطف يجمد إحساسه لا يعترف بألم الأخرين والاحساس بهم.

ينشأ الرجل الصغير حبيس سجين التكتم ومع السنين يموت داخله كل المشاعر والعواطف، فينشأ لدينا الرجل النرجسي ألأناني المتحجر المشاعر الذي يستعذب ألم الآخرين ولا يعطي لها وزناً.

بالطبع ينشأ هذا الرجل داخل أسرة يعولها أيضا نفس سجين الرجولة الكاذبة، يراه الرجل الصغير كيف يتعامل مع أمه وزوجته و أبنته بجفاء المشاعر والمادية الحسية، لا يعير لهم اهتمام عاطفي ولا يعبر لهم عن محبته لهم بالقول أو باللمسات أو بالمشاعر، لا يتأثر بحزنهم أو دموعهم وحالتهم النفسية فالاهم لديه هو تسديد الماديات لديهم وليست النفسية.

هو شخص مسجون داخل رجولة كاذبة.

 نتعلم ولكن نأخذ العلم بنوع من اللاإكتراث،ونتعامل مع الموروثات علي إنها حقائق مع ثبات فشلها مع فشل كثير من الأسر ونعيد إنتاج أنفسنا بدل من تطوير عقول الأجيال القادمة.

ويصبح الرجل داخل سجن الرجولة الكاذبة ينتج أجياله في نفس هذا السجن.