وصلت أول سفينة تحمل مساعدات غذائية إلى ساحل قطاع غزة اليوم، الجمعة، بينما تلقت الآمال في وقف إطلاق النار لإنقاذ السكان من المجاعة ضربة جديدة، بعد أن رفضت إسرائيل أحدث مقترح من حركة حماس، حسبما أوردت وكالة "رويترز".
 
وشوهدت سفينة "أوبن آرمز"، التي تحمل 200 طن من المواد الغذائية، على مسافة قبالة شاطئ الشريط الساحلي، حيث تم قطرها من قبرص.
 
وتهدف منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (WCK) إلى توصيل المساعدات على رصيف مؤقت، على الرغم من عدم توضيح التفاصيل الدقيقة حول كيفية وصول الإمدادات إلى الشاطئ.
 
وإذا نجح الطريق البحري الجديد، فقد يساعد في تخفيف أزمة الجوع التي تؤثر على غزة، حيث يواجه مئات الآلاف من الأشخاص سوء التغذية، وأفادت المستشفيات في المناطق الشمالية الأكثر تضررا عن وفاة أطفال بسبب الجوع.
 
ومع ذلك، قالت وكالات الإغاثة مرارًا وتكرارًا إن خطط جلب المساعدات عن طريق البحر ومن خلال الإنزال الجوي لن تكون كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة للإقليم.
 
ومنذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، استشهد أكثر من 31 ألف شخص وأصيب أكثر من 72 ألفا آخرين، ونزح ما يقرب من 2.3 مليون من سكان غزة من منازلهم.
 
وقد عرضت "حماس" على الوسطاء المصريين والقطريين مقترحًا لوقف إطلاق النار لعدة أسابيع، لكن إسرائيل رفضت العرض قائلة إنه يستند إلى "مطالب غير واقعية".
 
ومثل العروض السابقة التي قدمها الجانبان خلال الشهرين الماضيين من المحادثات، فإن اقتراح حماس، الذي اطلعت عليه "رويترز"، ينص على إطلاق سراح عشرات "الرهائن" الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.
 
لكنه يدعو أيضًا إلى إجراء محادثات خلال المرحلة الثانية التي ستؤدي في النهاية إلى نهاية الحرب. 
 
وقالت إسرائيل باستمرار إنها ستناقش فقط فترات توقف مؤقتة للقتال، ولن تناقش إنهاء الحرب حتى يتم القضاء على حماس.
 
نتنياهو مصمم على تقويض أى جهود لوقف الحرب
وقال سامي أبوزهري، المسئول الكبير في حماس، لـ"رويترز"، إن الرفض الإسرائيلي يظهر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "مصمم على مواصلة العدوان على شعبنا، وتقويض كل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
 
وأضاف: "إن الأمر متروك لواشنطن لدفع حليفتها إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار".
 
وكان الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون يأملون في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الوقت المناسب قبل شهر رمضان المبارك، لكن الموعد النهائي انقضى هذا الأسبوع. 
 
وتقول الأمم المتحدة إن سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعانون من أزمة غذاء، وإن ربعهم على شفا المجاعة خاصة في الشمال.
 
وتنفي إسرائيل، التي أغلقت جميع الطرق البرية المؤدية إلى غزة باستثناء معبرين على الطرف الجنوبي للقطاع، إلقاء اللوم عليها في الجوع، وتقول إن وكالات الإغاثة يجب أن تقوم بعمل أفضل في توزيع الغذاء. 
 
وتقول الوكالات إنها بحاجة إلى تحسين الوصول والأمن، وكلاهما من مسئولية القوات الإسرائيلية التي حاصرت القطاع واقتحمت مدنه.
 
استشهاد 21 شخصًا وإصابة 150 آخرين أثناء توزيع المساعدات
وكان توزيع المساعدات المحدودة التي تصل فوضويًا وعنيفًا في كثير من الأحيان تحت مراقبة الدبابات الإسرائيلية.
 
وفي واحدة من أسوأ الحوادث التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن، أبلغت السلطات الصحية في غزة عن استشهاد 21 شخصًا على الأقل وإصابة 150 آخرين ليلة الخميس، وألقت باللوم على القوات الإسرائيلية في إطلاق النار على حشد من الناس كانوا يصطفون للحصول على الطعام عند تقاطع طريق بالقرب من مدينة غزة.
 
ونفت إسرائيل أن تكون قواتها هي المسئولة عن الهجوم، كما فعلت في حوادث سابقة، بما في ذلك الأكثر دموية حتى الآن، في 29 فبراير، عندما استشهد أكثر من 100 شخص في مجزرة شارع الرشيد بغزة.
 
تزايد الخلاف بين إسرائيل وأمريكا
وهناك علامات متزايدة على وجود خلاف بين واشنطن وحليفتها الوثيقة إسرائيل بشأن سير الحرب التي يقول مسئولون في إدارة الرئيس جو بايدن إنها تشن دون رعاية تذكر للمدنيين الفلسطينيين.
 
دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، وهو أعلى مسئول يهودي في الولايات المتحدة وزعيم الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، الإسرائيليين، يوم الخميس، إلى إجراء انتخابات واستبدال نتنياهو.
 
ووصف نتنياهو بأنه عقبة أمام السلام ويدمر مكانة إسرائيل الدولية. وقال شومر: "لا يمكن لإسرائيل أن تبقى على قيد الحياة إذا أصبحت منبوذة".