ياسر أيوب
من حق حسام حسن كمدير فنى جديد لمنتخب مصر أن يجتمع مع لاعبيه ويقترب منهم، ويخوض معهم أكثر من مباراة ودية قبل مشواره الرسمى مع المنتخب.. ولا بد أن يحترم اتحاد الكرة هذا الحق ويلتزم بتوفير هذه اللقاءات الودية لحسام حسن ولاعبيه.. لكن هل كان ذلك يعنى أن تلتزم مصر بتنظيم الدورة الودية الدولية التى كان من المفترض أن تقام فى الإمارات بمشاركة منتخبات مصر وكرواتيا وتونس ونيوزيلندا؟.
فبعد أن استعدت الأربعة منتخبات للسفر إلى أبوظبى للعب هناك.. فوجئ الجميع بالشركة المنظمة للدورة تعتذر وتنسحب لأسباب مختلفة، قيل منها غياب صلاح والرعاة أو فشل التسويق والخوف من الخسارة.. والمفاجأة الكبرى كانت إعلان مصر أنها ستقوم بتنظيم هذه الدورة بدلا من الإمارات بنفس منتخباتها وفى نفس مواعيدها ونظامها ونفس جوائزها المالية.
وبالتالى سيلعب منتخب مصر نفس المباراتين الوديتين مع نيوزيلندا أولا ثم الفائز أو الخاسر من مباراة كرواتيا وتونس.. لكن بدلا من أن يتقاضى منتخب مصر مكافأة مالية مقابل مشاركته فى دورة الإمارات.. باتت مصر هى التى ستتحمل تكلفة انتقال وإقامة ثلاثة منتخبات وتتحمل مكافآتهم المالية أيضا.. والحكاية كلها لا تخص حسام حسن من قريب أو بعيد، فهو لا يريد إلا أن يمارس فقط مهمته ويقود المنتخب فى مباريات ودية ضرورية ومهمة.
ولا تخص أيضا الشركة التى تم تكليفها بتنظيم هذه الدورة.. إنما تخص اتحاد الكرة المصرى ورؤيته وإدارته الذى لم يكن مضطرا لأن يصبح بديلا لشركة فشلت فى تنظيم دورة الإمارات.. وكان بإمكانه الاكتفاء بالاتفاق على إقامة مباراتين وديتين فى القاهرة مع كرواتيا وتونس فى نفس المواعيد المتاحة حسب أيام الفيفا بدون دورة وكأس وأعباء مالية إضافية دون داع أو ضرورة.
فلن يفوز الاتحاد بكأس النجاح فى إقامة دورة كروية ودية لم يتمكن بعضهم من إقامتها فى الإمارات.. وهل قام الاتحاد قبل هذا القرار الحماسى المفاجئ بدراسة جدوى للمقارنة بين تكلفتها الاقتصادية ومردودها المالى؟.. أم أن مثل هذه الحسابات والدراسات باتت آخر ما يفكر فيه مسؤولو الرياضة المصرية الذين لا يزالون منفصلين تماما عن الواقع الاقتصادى بكل همومه وأزماته؟.
ولا تزال اتحادات رياضية كثيرة تحرص على استضافة بطولات ودورات معظمها لا قيمة فنية لها أو مكاسب مالية.. وتتحمل وزارة الشباب والرياضة بمنتهى الكرم تكلفتها لمجرد أن يتباهى هؤلاء المسؤولون بنجاحهم الساحق فى استضافة هذه البطولات، والصياح بأن ذلك كله من أجل مصر ومكانتها.. مع أنها بطولات لم تكن تريدها بلدان كثيرة حريصة على إنفاقها الرياضى ولا تلقى بأموالها فى بحر الخسارة والفوضى واللامبالاة.
نقلا عن المصري اليوم