د./ صفوت روبيل بسطا
نحتفل في هذه الأيام المباركة ومع أقدس أيام السنة ، أيام الصوم المقدس بالذكري الثانية عشر علي الميلاد السماوي لأبونا وحبيبنا وحبيب الملايين ، ذهبي الفم الثاني، معلم الأجيال العظيم البابا شنودة ، نيح الرب نفسه الطاهرة في فردوس النعيم.
دائما ما يهل علينا شهر مارس بأعظم الذكريات مع أعظم الشخصيات وأعظم القديسين وأقربهم إلي قلوبنا .
من أيام قليلة إحتفلنا بذكري القديس العظيم البابا كيرلس السادس، وفي نفس ذكري البابا شنودة نحتفل بالقديس أبونا فلتاؤوس، وبعدها بكام يوم نحتفل بذكري القديس أبونا بيشوي كامل ثم بالقديس ميخائيل إبراهيم والقديس سيدهم بشاي وهكذا .
أنهم شموع شهر مارس المبارك ، والذي دائما وأبدا يأتي مع الصوم الكبير، لذلك أصبح الأقباط يعتبرون أن كل من ينتقل للسماء في شهر مارس إنسان بار وقديس.
ونحن نحتفل هنا بالذكري العطرة للعظيم البابا شنودة ، والذي كان مقتدرا في الأقوال والأعمال ، وأكثر شخصية أثرت فينا وفي جيلنا الحالي ، بل وفي الجيل السابق والأتي أيضا ، أثر وماذال يؤثر في كل جيل ، ولا عجب في ذلك لأنه عن حق إستحق أن يكون معلم الأجيال.
البابا شنودة كان وماذال وسيظل معلم الأجيال ولأجيال قادمة، ليس فقط لأنه كان شخصية عظيمة ونادرة ولكن لأن تعاليمه ومبادئه وإيمانه القوي أورثه فينا وفي أبائنا وفي أولادنا ، وبالطبع هذه المبادئ سوف تورث من جيل إلي جيل .
ونشكر إلهنا الصالح أن كل عظات البابا شنودة وكل تعاليمه وكل كتاباته وأشعاره وأعماله وأقواله كلها مسجلة صوت وصورة ، وهذه سوف تورث لأجيالنا من بعدنا
كل أب بيعمل ويكافح طول عمره ليترك ميراث لأبنائه يريحهم متاعب الحياة والعالم الفاني ، ومع ذلك أحيانا كثيرة يكون هذا الميراث سبب لمتاعب ومشاكل لا حد لها .
ونحن كان لنا أب كافح وجاهد وتعرض لكل أنواع المتاعب والمشاكل والمضايقات بل والأهانات والنفي عن كرسيه !! ومن كثرة الضغوط علي أولاده إنفجر في البكاء أمام كل العالم محبتا وخوفا علي أولاده .
هذا الأب هو البابا شنودة الذي تعرض لكل هذا من أجل شعبه ومن أجل الإيمان ومن أجل أن يترك لنا ميراث عظيم .
هذا الميراث ليس ميراث أرضي يسبب المتاعب والمشاكل بين الأخوة ولكنه ميراث من الإيمان الذي ورثه عن الأباء الأولين وسلمه لنا إيمان نقي لا تشوبه شائبة ، أنه الإيمان المسلم مرة من القديسين.
البابا شنودة ترك لنا ميراث لا ينضب من العلم والمعرفة من خلال عظاته ومحاضراته وأجاباته علي ألاف ألاف الأسئلة، والتي ماذلنا ننهل منها وسنظل ننهل منها حتي النهاية .
نحن محظوظون وفخورون أننا عشنا في عصر البابا شنودة.
بعض الأبيات كتبتها عن البابا شنودة قلت فيها :
كان لنا الأب الحقيقي .. وكان لنا الصدر الحنون
وكان لنا الملاذ الأمن .. يريح نفوسنا وكله شجون
وكان يخاف علينا ومن أجلنا ... لم يرهب النفي ولا السجون
ترك لنا ميراث لا يفني .. سيظل أبد الدهور
يابابا شنودة
ستظل تعيش في قلوبنا .. علي مدي الأجيال
وسيظل أسمك محفور في قلوبنا .. إلي أخر الأيام .
أذكرنا يا حبيبنا وأذكر الكنيسة وشعبك أمام عرش الملك المسيح.