أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح معلمنا القديس مار متياس الرسول حوالى سنة 63 م. ولد في بيت لحم، وكان من المرافقين للرسل وهو الذي اختير عوض يهوذا الاسخريوطي في اجتماع علية صهيون عندما قال بطرس الرسول "- أيها الرجال الاخوة؟ كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وأذ سقط على وجهه من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها. وصار معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دم. لأنه مكتوب في المزأمير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر.
فينبغى أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج. منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته. فأقاموا اثنين يوسف الذي يدعى بارسابا الملقب يوستس (آي عادل) ومتياس. وصلوا قائلين: أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته، ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التى تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه. ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا" (مت 27: 8 وأع 1:15 - 26).
وبعد ذلك امتلأ متياس من الروح القدس. وذهب يكرز بالإنجيل حتى وصل إلى بلاد قوم يأكلون لحوم البشر. ومن عادتهم أنهم عندما يقع في أيديهم غريب يضعونه في السجن، ويطعمونه من الحشائش مدة ثلاثين يوما، ثم يخرجونه ويأكلون لحمه. فلم وصل اليهم القديس متياس ونادى فيهم ببشارة المحبة قبضوا عليه، وقلعوا عينيه، وأودعوه السجن. ولكن قبل أن تنتهى المدة أرسل إليه الرب اندراوس وتلميذه. فذهبا إلى السجن ورأيا المسجونين وما يعمل بهم. فأوعز الشيطان إلى أهل المدينة أن يقبضوا عليهما أيضا ويقتلوهما. ولما هموا بالقبض عليهما صلى القديسان إلى الرب فتفجرت عين ماء من تحت أحد أعمدة السجن.. وفاضت حتى بلغت إلى الأعناق.
فلما ضاق الآمر بأهل المدينة، ويئسوا من الحياة أتوا إلى الرسولين، وبكوا معترفين بخطاياهم. فقال لهم الرسولان آمنوا بالرب يسوع المسيح وأنتم تخلصون. فأمنوا جميعهم وأطلقوا القديس متياس وهذا تولى مع اندراوس وتلميذه تعليمهم سر تجسد المسيح بعد أن انصرفت عنهم تلك المياه بصلاتهم وتضرعهم ثم عمدوهم باسم الثالوث القدوس. وصلوا إلى السيد المسيح فنزع منهم الطبع الوحشي، ورسموا لهم أسقفا وكهنة، وبعد أن أقاموا عندهم مدة تركوهم، وكان الشعب يسألونهم سرعة العودة.
أما متياس الرسول فانه ذهب إلى مدينة دمشق ونادى فيها باسم المسيح فغضب أهل المدينة عليه وأخذوه ووضعوه على سرير حديد وأوقدوا النار تحته فلم تؤذه، بل كان وجهه يتلألأ بالنور كالشمس. فتعجبوا من ذلك عجبا عظيما وآمنوا كلهم بالرب يسوع المسيح على يدى هذا الرسول، فعمدهم ورسم لهم كهنة. وأقام عندهم أياما كثيرة وهو يثبتهم على الأيمان. وبعد ذلك تنيح بسلام في إحدى مدن اليهود التى تدعى فالاون. وفيها وضع جسده
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...