القمص لوقا سيداروس
القمص يوحنا نصيف

الإنجيل من لوقا (18: 1 – 😎
 «وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلَا يُمَلَّ، قَائِلًا: كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لَا يَخَافُ ٱللهَ وَلَا يَهَابُ إِنْسَانًا. وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ. وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي. وَكَانَ لَا يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ. وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ وَإِنْ كُنْتُ لَا أَخَافُ ٱللهَ وَلَا أَهَابُ إِنْسَانًا، فَإِنِّي لِأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ تُزْعِجُنِي، أُنْصِفُهَا، لِئَلَّا تَأْتِيَ دَائِمًا فَتَقْمَعَنِي. وَقَالَ ٱلرَّبُّ: ٱسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي ٱلظُّلْمِ. أَفَلَا يُنْصِفُ ٱللهُ مُخْتَارِيهِ، ٱلصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا. وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ ٱلْإِيمَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.»

    بداية الأربعين، بداية صوم وصلاة.. الأمر يَحتاج إلى شعور بالاحتياج الشديد، فلا مكان للصلاة بفتور، أو كما لقومٍ عادة.. أو تأدِية الواجب.

    الأرملة المسكينة طحنَتْها الحاجَة، وصارت عاجزة أمام خصم متجبّر، أذلّها وظلمَها ظُلمًا بائنًا، ولا وسيلة أمامها. التجأت إلى الحاكم لعلّه ينصفها.

    نفسي واقعة تحت ظُلم الخصم.. هي ضعيفة أمام سطوته.. مغلوبة بلا حِيلة.. صراعها مع الخصم كان دائمًا لحسابِه.. الآن أبدأ برَفع توسُّلي، أمام قاضيَّ.. هو العدل كلّه، والانصاف كلّه.. أصرخُ إليك يا سيدي: أنصِفني مِن خصمي. قاضي الظلم لم يكن يشاء إلى زمن.. أمّا أنت يا سيدي، فسامِع صراخ المساكين، أنتَ متمهّل لحكمةٍ لا أدركها.. أنا صارخ إليك النهار والليل.. وأقف أمامك بتوسُّل الصلاة والطلبة.. أنا مؤمن تمام الإيمان أنّك سامِع طلبتي، وصلاتي تدخُل إلى حضرتك.

    قال قاضي الظلم: لأنّ هذه المرأة تزعجني، أقوم وأنصفها.. هو ضاق صدرًا ببكائها وشكواها، ومن ضيقِهِ قام لينصفها.

    يا سيدي.. ليس الأمر كذلك معك، يا كلِّيّ الحبّ والرحمة.. أنت مُنقذ المسكين مِمّن هو أقوى منه، والمظلوم والضعيف مِن ظالمِيه، حين يَبلُغ الوقتُ كمالَه في تدبيرك.. أنت تقوم وتُخلّص.. يمينك مُعتزّة بالقوّة.. أصرُخُ إليك النهار والليل.. أعطِني أن أصرُخ من كلّ قلبي. فالأمر ليس كلامًا، ولا مَن يقول لك: يا رب يا رب.

    احفظني من الملل في الطلبة.. لكي أرفع إليك سؤال الصلاة على الدوام، ولا أكفّ إلى أن أسمع من فمك كلمة تنصفني.. كلمتُكَ مُذّخَرٌ فيها كلّ ما هو حقّ، ومواعيدك صادقة، تزول دونها السماوات والأرض.. اجعَلْ في قلبي رجاءَ الحياة الأبديّة.. وثِقة الذين نالوا مِنكَ طِلبتهم.

    وإن كنتَ قد عَلِمتَ حقيقة حالي، فدَعني ألجأ إليك وحدك، ليس سواك.. لأنّ أمري لا يقدر أحد أن ينصفني فيه إلاّ أنت.. فخِصمي عنيد وقاسي، ولا رحمةَ عنده.. ونفسي ضعيفة مائلة إلى الشر.. وكاد يلفّها اليأس من كثرة ما عانت.. أتوسّل إليك أنقِذني من خصمي.

    أمام منبرك أقف يا قاضي الحقّ.. أيّها الديّان العادل.. أنتَ مُخَلِّصي وأنت ديّاني.. فخَلِّصني وأنا صارخ إليك في أيّام جسدي. حتى إذا ما خرجتُ من الجسد، أقفُ أمام منبرك المخوف بثِقة، ولا أخجل منك في مجيئك.

القمص لوقا سيداروس
القمص يوحنا نصيف