ياسر أيوب
انضمت أستراليا لقائمة البلدان التى تسمح للاعبى كرة القدم المسلمين فى شهر رمضان الحالى بكسر صيامهم أثناء المباريات الرسمية لأنديتهم.. وكان اتحاد لاعبى كرة القدم الأستراليين قد تقدم قبل بدء شهر رمضان بطلب رسمى للاتحاد الأسترالى لكرة القدم يريد موافقته على إيقاف المباريات الرسمية لمدة 90 ثانية عند حلول أذان المغرب ليتمكن اللاعبون المسلمون من كسر صيامهم وشرب الماء أو تناول أى طعام قليل يتم بعدها استئناف اللعب.. واستند اتحاد اللاعبين الأستراليين فى هذا الطلب إلى أن كرة القدم لعبة عالمية يعتنق لاعبوها ومسؤولوها وجماهيرها أديانًا وعقائد مختلفة تستحق كلها الاحترام.. وأن اتحاد اللاعبين يريد إظهار الاحترام للاعبين المسلمين فى الدورى الأسترالى بنفس قدر الاحترام الذى يلقاه لاعبون آخرون ليسوا مسلمين.. واختتم اتحاد اللاعبين رسالته بإشارة إلى أن ما يطلبه ليس جديدًا فى عالم كرة القدم، وسبق أن استجابت لذلك بداية من العام الماضى دول كبرى مثل إنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة أيضًا، وحافظت على هذا التقليد فى العام الحالى أيضًا.. وبالفعل وافق الاتحاد الأسترالى، وسمح بذلك سواء فى مباريات الرجال أو السيدات أيضًا..
وفى المقابل.. وللعام الثانى على التوالى.. رفض الاتحاد الفرنسى لكرة القدم السماح بذلك، وأصر على عدم إيقاف المباريات خلال شهر رمضان الحالى، وكان الفارق الوحيد بين ما جرى العام الماضى والعام الحالى هو أن الاتحاد الفرنسى لم يقرر هذا العام إرسال أى رسائل رسمية بهذا المنع مثل العام الماضى، وفضل إبلاغ الأندية شفهيًا بهذا القرار.. وبرر مسؤولو الاتحاد الفرنسى ذلك وقالوا بالنص إنهم لا يريدون أى شكل من أشكال الاستفزاز للمسلمين، سواء كانوا لاعبين أو جماهير.. ولم يدرك أحد، سواء فى فرنسا كلها أو العالم أيضًا، ما هو الفارق بين رسالة مكتوبة أو شفهية طالما هو نفس القرار الذى قيل إنه التزام بالمادة 1.1 من لائحة الاتحاد الفرنسى لكرة القدم التى تنص على حظر أى خطاب أو ملابس وإشارات ومظاهر ذات طبيعة سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو نقابية.. وبعيدًا عن أنها مادة لم تحظ بأى احترام حين جرى السماح بالتعاطف مع أوكرانيا وأهلها ولاعبيها بعد بداية الحرب الروسية- الأوكرانية.. فإن دقيقة الإيقاف التى يطالب بها اللاعبون فى فرنسا ليس القصد منها الدعوة للإسلام إنما هى فقط لكسر صيامهم قبل استئناف اللعب من جديد.. وهو ما جرى فى عديد من البلدان الأخرى التى ترفض استخدام كرة القدم فى أمور دعائية أو دينية.. ورأت هذه البلدان واقتنعت بأن السماح للاعب صائم بشرب الماء لا يمثل أى تهديد لأى قانون.
نقلا عن المصرى اليوم