حمدى رزق

الزكاة الجمع زَكَوَات، ولغويًّا بمعنى النماء والزيادة والبركة والمدح والثناء والصلاح وصفوة الشىء، والطهارة حسية أو معنوية.

 

قطع فضيلة مفتى الجمهورية، العلّامة الدكتور شوقى علام، الطريق على كل «مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ». (ق/ 25)، والمقصود بـ(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) في هذا الموضع، الخير هو الزكاة المفروضة.

 

في شأن زَكَوَات المصريين العاملين في الخارج، قال فضيلته: «لا مانع شرعًا من إرسال المصريين المقيمين خارج مصر زكاة مالهم وفطرهم إلى أهلهم وذويهم في مصر، بل هو الأفضل والأولى في هذه المرحلة التي تحتاج البلاد فيها إلى كفاية المحتاجين؛ فمصر وأهلها الأولى بمساعدة مواطنيها وأبنائها».

 

يُسعدك، ويُفرح قلبك، ويشرح صدرك نزوع شبابنا في الخارج إلى تحويل زَكَوَاتهم (على أنواعها) إلى الكرماء في قراهم الطيبة، المصريون في الخارج يتسابقون إلى الخيرات، يكدون ويتعبون ويشقون، بارك الله في الرجال، ونحن لهم من الشاكرين، دومًا عند حسن الظن بهم، لا يتأخرون عن الواجب، يسجلون حضورًا وألقًا.

 

المصريون في بلاد برة يضربون أروع الأمثال في حب أغلى اسم في الوجود، يجتهدون بشرف، ويكدحون بعرق، ويحولون إلى مصر حصاد شقاهم، فيهم الخير، ومعقود في نواصيهم الخير.

 

تحية مستحقة لهؤلاء القابضين على الجمر في شتات الغربة، مَن لم يجرب الغربة قعودًا في وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء في بلاد غير البلاد، الغربة وما أدراك ما الغربة، ثقيلة الوطأة على النفس، أعوام في الغربة تجعلك تتمنى يومًا في حضن الوطن.

 

وقبل زَكَوَاتهم، تحويلاتهم سبقت، يعوضون نقصًا حدث بفعل فاعل وقتى، كم نحن في أمَسّ الحاجة إلى هذه الزكوات التي تبرهن على الأصل الطيب والانتماء، وإلى التحويلات التي تعد مصدرًا رئيسيًّا للعملات الأجنبية، وداعمًا رئيسيًّا للاحتياطيات النقدية.

 

ارتفاع أرقام تحويلات المصريين في الخارج، (ونأمل في المزيد)، قبل أن يدل على الوفاء من جانب هؤلاء المقدرين، يؤشر على إحباط دعوات منع التحويلات (وتاليًا الزَكَوَات)، دعوات قذرة تكاثرت كالجراد، وعملت عليها قنوات الإخوان والتابعين.

 

يمكن البناء على ما تقدم لإحباط مؤامرة الجماعة الإرهابية لحجب التحويلات الدولارية من الخارج، المؤامرة الإخوانية على التحويلات كانت ولا تزال جد خطيرة، سماسرة «الإرهابية» ووسطاؤها في الخارج، خاصة في منطقة الخليج، قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تدفق تحويلات المصريين، يشترون الدولار من المنبع بأسعار خرافية فوق أسعار البنك المركزى بكثير، (قبل القرارات الأخيرة).

 

إخوان صهيون لعبوا على وتر الربح السريع العابر للحدود، فقط لتجفيف موارد النقد الأجنبى من الخارج، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق مَن لا يخشى الفقر.

 

وربك للمصريين جابر، انزاحت الغمة، وستعود التحويلات سيرتها الأولى دافقة في عروق الاقتصاد المصرى، المصريون في الخيرات أجود من الريح المرسلة، زَكَوَات، وصدقات، وهِبَات، ووقفيات، وتبرعات، ونذور، «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا». (الإنسان/ 7)

 

مستوجب الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن في الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن لا يغيب عن ناظرى كل منهم لحظة.

نقلا عن المصرى اليوم