باسر أيوب 

هل هو مجنون كل من يؤيد الفلسطينيين ويتعاطف مع المحاصرين منهم في غزة.. هل يحتاج لتأهيل وعلاج نفسى كل من يرفض دعم إسرائيل ويساندها فيما تقوم به.. وأسئلة أخرى كثيرة تفرض نفسها بعد هذا الذي جرى خلال الأيام القليلة الماضية للملاكم الأمريكى الشاب ريان جارسيا.. وكان ريان قبل الذي جرى مؤخرا والمولود في كاليفورنيا 1998 قد استهوته الملاكمة وهو لايزال في السابعة من عمره وبدأ يلعبها بالفعل بعد عشر سنوات كمحترف يحلم بيوم يصبح فيه بطل الولايات المتحدة.

 

وبقيادة والده كمدرب له ووالدته كمديرة لأعماله.. حقق ريان حلم عمره وأصبح بالفعل أحد أبطال العالم في الوزن الخفيف وليس بطلا للولايات المتحدة فقط.. وخاض ريان 25 مباراة فاصلة فاز في 23 منها، 19 بالضربة القاضية وخسر اثنتين فقط.. وكأى شاب أمريكى.. نجحت الميديا الأمريكية في إقناعه بأن إسرائيل مجتمع من الملائكة محشور وسط غابة من عرب إرهابيين ومجرمين وقتلة.

 

وحين بدأت الحرب في غزة.. كان من الطبيعى أن يؤيد ريان إسرائيل ويدين كل ما يقوم به الفلسطينيون.. لكن لأن حرب غزة كانت أول خسارة حقيقية سواء للميديا الأمريكية أو العالمية الداعمة طول الوقت لإسرائيل مهما جرى.. فقد توالت صور وحكايات صادقة وحقيقية لمعاناة الناس في غزة، وأدت لتغيير أفكار وأحكام كثيرين جدا في العالم منهم ريان جارسيا نفسه.. وأعلن ريان في السابع من مارس الحالى تعاطفه مع أطفال غزة الذين يموتون كل يوم، سواء بغارات إسرائيل أو نتيجة جوع وخوف وعذاب وجروح لا أول لها أو آخر.

 

وقرر ريان التبرع بعشرين مليون دولار بعد مباراته المقبلة في 20 إبريل أمام ديفيد هاينى لأطفال وأهل غزة.. وكان ريان قد تقاضى في آخر مباراتين له 35 مليون دولار وهو ما يعنى أن 20 مليون دولار ليس مبلغا مستحيلا بالنسبة للبطل الأمريكى.. ولم يكن المبلغ هو وحده المشكلة.. إنما مبدأ التبرع نفسه وتعاطف نجم كبير مع غزة.. وبسرعة كان التحرك الإسرائيلى لمواجهة ذلك.

 

 

وفوجئ ريان بضغوط هائلة لإلغاء مباراته المقبلة.. والإعلان بأن سلوكه في الفترة الأخيرة أصبح مضطربا للغاية وليس مستقرا نفسيا ورؤاه مشوشة.. ولابد من خضوعه لاختبارات نفسية لمعرفة هل يستطيع الملاكمة أم لا.. ولأن ريان يعرف مقدما نتيجة هذه الاختبارات ويتوقع إلغاء المباراة.. فقد قام مؤخرا بتصوير فيديو بكى فيه وهو يصرخ قائلا إنه ليس مجنونا، لكنه يتعرض لحرب يقودها من لا يريدونه في حلبة الملاكمة.. ولا أحد حتى الآن يعرف هل ستقام المباراة أم سيبقى ريان مجنونا يؤيد الفلسطينيين.

نقلا عن المصرى اليوم