اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة قداسة البابا ديونسيوس الكبير الـ١٤ (١٣ برمهات) ٢٢ مارس ٢٠٢٤
فى مثل هذا اليوم. (8 مارس سنة 264 ميلادية) تنيح الأب العظيم الأنبا ديونيسيوس الرابع عشر من باباوات الكرازة المرقسية لقبه القديس انبا أثناسيوس الرسولى"معلم الكنيسة الجامعة" كما دُعي "ديونيسيوس الكبير" بسبب ما عاناه من ضيقات محتملًا ذلك في شجاعة وثبات، ولغيرته على الكنيسة، لا على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى الإبيارشيات الأخرى. بحق يعتبر "أحد أعظم شخصيات التاريخ الكنسي الهامة والجميلة"

وهذا كان ابنًا لأبوين على مذهب الصابئة (عابدي الكواكب) وقد اهتم والده بتعليمه كل علوم الصابئة.

وحدث ذات يوم أن مرت به عجوز مسيحية وبيدها بضع أوراق من رسائل بولس الرسول وعرضت عليه شراءها. فلما تناولها واطلع عليها وجد بها شيئا غريبا وعلما عجيبا. فسألها "أتبيعينها"؟ فأجابته: "نعم بقيراط ذهب فأعطاها ثلاثة قراريط، وطلب منها أن تبحث عن بقية هذه الأوراق وهو على استعداد أن يضاعف لها الثمن. فذهبت وعادت ببضع أوراق أخرى". وإذ وجد الكتاب ناقصا طلب منها بقيته. فقالت له: "لقد وجدت هذه الأوراق ضمن كتب آبائي. وإذا أردت الحصول على الكتاب كاملا فاذهب إلى الكنيسة وهناك تحصل عليه". فذهب وطلب من أحد الكهنة أن يطلعه على ما يسمي رسائل بولس؟ فأعطاها له فقرأها ووعاها. ثم قصد القديس انبا ديمتريوس الاول البابا الثاني عشر. فأخذ البابا يعلمه ويرشده إلى حقائق الإيمان المسيحي ثم عمده. فتقدم كثيرًا في علوم الكنيسة، حتى أن الأنبا ديمتريوس عينه معلما للشعب.

ولما تنيح الأنبا ديمتريوس ورسم الأب ياروكلاس بطريركا جعله نائبًا في الحكم بين المؤمنين. وفوض إليه أمر إدارة البطريركية. ولما تنيح القديس ياروكلاس اتفق رأي كل الشعب على تقدمته بطريركا في أول طوبة (28 ديسمبر سنة 246 م.)، في زمن الملك فيلبس المحب للمسحيين فرعى رعيته أحسن رعاية. غير أنه تحمل شدائد كثيرة. وذلك أن داكيوس تغلب علي فيلبس وقتله ولما جلس على أريكة الملك أثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين من البطاركة والاساقفه والمؤمنين. ومات فملك بعده غالوس، فهدأ الاضطهاد في مدة ملكه.

ولما مات هذا وملك مكانه فاليريانوس أثار من جديد الاضطهاد على المسيحيين بشدة وقبض على الأب ديونيسيوس وعرض عليه السجود للأصنام فامتنع قائلًا: نحن نسجد لله الآب وابنه يسوع المسيح والروح القدس الآلة الواحد " فهدده كثيرا وقتل أمامه جماعة، فلم يردعه شئ من ذلك. فنفاه ثم استعاده من النفى وقال له: بلغنا أنك تنفرد وتقدس فأجابه: "نحن لا نترك صلاتنا ليلا ولا نهارا". ثم التفت إلى الشعب الذي كان حوله وقال لهم: إ امضوا وصلوا. وأنا وان كنت غائبا عنكم بالجسد فآني حاضر معكم بالروح". فاغتاظ الملك من ذلك وأعاده إلى منفاه. - ولما تغلب عليه سابور ملك الفرس واعتقله، تسلم الملك ابنه غاليانوس وكان صالحا حليما فأطلق المعتقلين من المؤمنين وأعاد منهم من كان منفيا. وكتب للبطريرك والأساقفة كتاب أمان أن يفتحوا كنائسهم.

وظهر في أيام هذا الأب قوم في بلاد العرب يقولون: ان النفس تموت مع الجسد، ثم تقوم معه في يوم القيامة،.. فجمع عليهم مجمعا وحرمهم. وظهر آخرون على بدعة أوريجانس وسابليوس، ولما كفر بولس السميساطى بالابن، واجتمع عليه مجمع بإنطاكية، لم يستطع هذا القديس الحضور إليه لشيخوخته، فاكتفى برسالة كلها حكمة، بين فيها فساد رأى هذا المبتدع، وأظهر صحة المعتقد القويم. وأكمل سعيه الصالح، وتنيح بشيخوخة صالحة في (8 مارس سنة 264 م.)، بعد أن أقام على الكرسي الرسولى 17 سنة وشهرين وعشرة أيام.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...