أيمن زكى
في مثل هذا اليوم استشهد القديس إيلياس الإهناسى واسم ايلياس اصله إيليا وهو اسم عبري معناه إلهي يهوه. والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي إيلياس أو إلياس.
وكان الشهيد العظيم إيلياس الإهناسي من إهناسيا وهي المدينة المعروفة حالياً باهناسيا المدينة. وهي مركز من مراكز بنى سويف وهي مدينة قديمة ومازالت أثار المدينة القديمة موجودة حتى الآن علي مساحة حوالي ألف فدان عبارة عن أكوام من الأتربة وبعض الأطلال ويبدو أن زلزالاً هائلاً أتي عليها عن آخرها. وتسمي الآن إهناسيا أم الكيمان وبجوارها مدينة إهناسيا الجديدة وبالقرب منها بلدة تسمي إهناسيا الخضراء.
ولد القديس العظيم ايلياس من ابوين بارين تقيين وكان ايضا خاله الأنبا يعقوب من النساك ساكن البرية متوحد ونشأ القديس فى هذه الأسرة ونما فى الفضيلة والايمان عديم الرياء.
وكان الصبى ايلياس جميل الصورة أشقر اللون وكانت عينيه بلون شهد العسل واحمر الخدين وكانت نعمة الله تسكن فيه وكان كل من ابصره ما كان يحب ان يفارقه ولا يقدر أن يشبع منه فكان حلو اللسان ولم يكن له نظير ولا شبيه فى ذلك الزمان.
وكان الصبى يذهب الى البرية عند خاله الأنبا يعقوب ليتعلم منه الفضيلة وسكنت فيه مخافة الله التى هى رأس الحكمة فكان يتشبه به فى كثرة الصوم والصلاة والسهر وترك أمور العالم الزائل وصار فكره فى السموات.
وكان ايلياس يعمل فى زراعة البساتين وكان محبوبا بسبب تقاوته وأمانته فسمع عنه كلكيانوس أمير مدينة اهناسيا وعندما راّه احبه جدا وجعله خولى على البساتين الخاصة به وكان يثق فيه جدا لأمانته وأدبه و عفته فأتمنه ليدخل الى قصره حاملا الفاكهة كل يوم وكان ايلياس فى كل دفعة يأتى بالفاكهة الى القصر يطرق بوجهه الى الارض ولا يشتهى أن ينظر احدا من اهل القصر.
ولكن عدو الله لم يحتمل طهارته فابتدأ يحسد الشاب العفيف فحاربه بطريقة عنيفة فقد ألقى فى قلب ابنة الأمير الرغبة والشهوة فى جسدها تجاه ايلياس لأنه كان جميل الصورة ؛ ففى كل مرة يأتى فيها الى القصر تحاول ان تسقطه معها فى الخطية ولكن كان فى حضرة الله ويقول كما قال يوسف الصديق (كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطىء الى الله).
وعندما رأى ايلياس أن الحرب قد اشتدت عليه من جهة هذه الشريرة اتقدت نار الوصية فى قلبه وحملته أن يهلك عضوا واحدا من جسده ولا يترك جسمه ونفسه للهلاك الأبدى وجاء به اليها وقال لها (هذا الذى انت تحبينه و تشتهينه خذيه واتركينى )وانصرف عنها هاربا فمرض مرضا شديدا ولكن الله شفاه بعد ايام قليلة.
ولكن ابنة الأمير زادت الحرب عليه فقررت هلاكه فقامت وذهبت الى ابيها الأمير وقالت له: أن الخولى ايلياس الذى ائتمنته على بيتك ظهرت منه أشياء ردية وتعرض لى وطلب منى فعل الشر معه وايضا هو مسيحى يعبد المسيح!!. فغضب الوالى جدا وامر باحضار الشاب ايلياس وقال له : كيف تكون عندى مؤتمن على بيتى وتخوننى فى دارى وتطلب الفحشاء من ابنتى . فقال له ايلياس: ياسيدى هذا الكلام الذى قلته أنا برىء منه ولم أخونك فى دارك وأنا حافظ بتوليتى منذ يوم ولادتى الى هذا الوقت ثم انة شمر لة ثوبة واراة الموضع فتعجب الامير .
فقال له الأمير يا ايلياس هذا الذنب ندعه ولكن أنا علمت انك تعبد المسيح ؛ فقال له القديس نعم اعبد المسيح . فقال له الأمير دعك من هذه الخرافة وهلم الاّن ارفع البخور للاّلهة وسوف اسامحك فرفض القديس ان يسجد للاوثان وقال له لا يمكننى ان اسجد لهذه المصنوعات واترك عنى سيدى يسوع المسيح ؛ فبدأ يلاطفه ويوعده بأموال وعندما لم ينثنى ايلياس عن كلامه أمر الأمير بتعذيب ايلياس بأصناف متنوعة من العذاب. فأمر بجلده بالسياط والضرب بالعصى ثم الضرب بالأمشاط المدببة وعندما وجدوه يرفض التبخير للاوثان أمر الجنود أن يسلخوا جلده ويكشطوا لحمه حتى كدا يصل الى العظام .وانواع كثيرة من العذابات حتى وصلت الى درجات الموت ؛ وفى كل هذا كان الرب يقيمه وكأن لا شىء فيه.
واخيرا أمر الأمير بقطع رأسه؛ وعندما سمع ايلياس بهذا فرح جدا وقال هذه هى الساعة التى كنت أطلبها من ربى والهى. فأخذوه الى ساحة الاستشهاد وهناك طلب منهم فرصة أن يصلى فطلب من الله قائلا: يا ربى والهى ومخلصى يسوع المسيح أرجوك من يصنع فى يوم تذكارى قربان باسمى أو يعمل خيرا مع مسكين فتعوضه فى ملكوتك السمائى ومن يذكر اسمى وهو فى شدة او ضيق فتفرج عليه وتعطيه مطلوبات قلبه .
وفى هذه اللحظة ظهر له ملاك الرب وقال له كل ما سألت من السيد المسيح فهو يكون لك وأكثر منه وجسدك فهوذا يوليوس الاقفهصى قد دون ما حدث لك وهو يهتم بجسدك فيحفظه الى اليوم الذى يريده الرب ويبنون كنيسة حسنة فى اهناسيا ويكون فيها جسدك ويظهر الرب اّيات وعجائب فى تلك الكنيسة وهوذا هيأ الرب لك ثلاثة اكاليل ؛ الأول لاجل عبادتك و صلواتك و اصوامك والثانى لاجل بتوليتك والثالث لأجل احتمالك العذاب ودمك الذى سفك على اسم المسيح . ففرح القديس بهذا الكلام ورسم علامه الصليب .واستل الجندى سيفه وقطع به رأس القديس ايلياس الاهناسى حبيب يسوع المسيح فأسلم روحه الطاهرة ونال ثلاثة اكاليل عن الشهادة والبتولية والصوم والصلاة
فاخذ القديس يوليوس الأقفهصى (كاتب سير الشهداء) جسده الطاهر وكفنه باكرام واوصله الى خاله الانبا يعقوب فتبارك به وحفظه عنده .
وحينما انتهى زمان الاضطهاد اصدرت اوامر ببناء كنيسة على اسم الشهيد العظيم ايلياس الاهناسى بمدينة اهناسيا وكانت تجرى من جسده عجائب كثيرة ومعجزات الى ان زلزالا هائلا اتى على اهناسيا فى نحو القرن الثالث عشر الميلادى فاندثرت المدينة باكملها تحت الارض.واعيد بناء كنيسة اخرى على اسم القديس الشهيد العظيم ايلياس الاهناسى فى مدينة اهناسيا محافظة بنى سويف
بركه صلاته تكون معنا كلنا آمين...
ولربنا المجد دائما ابديا آمين...