القمص لوقا سيداروس
القمص يوحنا نصيف
الإنجيل من يوحنا (8: 31 – 39)
«فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلَامِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلَامِيذِي، وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ. أَجَابُوهُ إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لِأَحَدٍ قَطُّ. كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، أَمَّا ٱلِٱبْنُ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ ٱلِابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لِأَنَّ كَلَامِي لَا مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي، وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ. أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لَوْ كُنْتُمْ أَوْلَادَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ».
«مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ وإِنْ حَرَّرَكُمْ ٱلِابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا». هل تَذكُر ماذا أراد الشيطان من المسيح لما أراه جميع ممالك العالم ومجدها، ووعد أن يعطيها له؟ قال له: إن أنت سجدتَ لي.. هو طالب أن يخضع الكلّ لمشيئته، ليربطهم برباط الظلام ويحرمهم من الحياة. ولكن بماذا رَدّ الربّ عليه وخزاه؟
«مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» (مت4: 10). نحن عبيد المسيح الذي حَرّرنا بالحقيقة. أيّ خضوع للخطيّة أو لخيالات الشيطان، يُسقِطنا حَتمًا في عبوديّة مُرّة.
+ فإنْ تأمّلنا في ذلك الفصل، في ضوء تجربة الربّ على الجَبَل، نُدرِك للحال كيف حرّرنا ابن الله الحُرّيّة الحقيقيّة حينما كسر فخاخ العدو، الذي يصطاد جنس البشر، ويربطهم بقيود الخطايا. فقد حرّرنا المسيح بالحقّ، فلم نَعُدْ بعد عبيدًا بل أبناء الله الحيّ.
لقد حارب الشيطانُ مستعمِلاً الكلمة «إن كنتَ ابن الله»، وقد غلبه ابنُ الله بالحقّ والحقيقة، وطرده وأشهره جهارًا ظافِرًا به من كلّ ناحية، في كلّ تجربة. فإن عشنا نحن كأولاد الله، فبنعمة البنوّة التي أعطانا إيّاها، نَغلِب وننتصر ونذوق نعمة الحقّ، ويجعلنا الحقُّ أحرارًا.
+ كان افتخار اليهود أنّهم ذُرِّيّة إبراهيم.. أمّا افتخار المسيحيين فهو صليب ربنا يسوع، الذي به سَحَقَ الشيطان وحَرَّر الخُطاة.
+ فالآن نحن كما يقول بطرس الرسول: «جِنْسٌ مُخْتَارٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ... شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ» (1بط2: 9، 2بط1: 4).. لم يَعُدْ لإبليس سلطان ولا قوّة علينا.. فشكرًا لله على صنيعه.
+ والآن قولُ الرب: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلَادَ إِبْرَاهِيمَ، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ»، يطالبنا بأكثر لجاجة قائلاً: «لو كنتم أبناء الله لكنتم تعملون أعمال الله». وإن كان بالحقّ قد حرّرنا، فلم نَعُدْ نُستعبَد قَطّ.. فلنحيا «فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ نرْتَبِكُ أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ» (غل5: 1).
القمص لوقا سيداروس
القمص يوحنا نصيف