اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة مطران القدس'>القديس أنبا باسيليوس مطران القدس (١٧ برمهات) ٢٦ مارس ٢٠٢٤
فى مثل هذا اليوم من سنة 1615 ش. (26 مارس 1899 م.) تنيح الأب العظيم الأنبا باسيليوس مطران القدس. وُلد بقرية الدابة التابعة لفرشوط محافظة قنا، سنة 1534 ش (1818 م)، من أبوين تقيين اهتمّا بتربيته فسلماه إلى معلم تقي يهذبه ويعلمه. وإذ بلغ الخامسة والعشرين انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس (اب جميع الرهبان) ليقضي حياته في التأمل والعبادة مع دراسة في الكتاب المقدس وسِيَر القديسين وتعاليمهم، وكان بقلبه المتسع حبًا يخدم المرضى والشيوخ.

و بسيرته المقدسة في الرب اجتذب أنظار الكل إليه، فسيم قسًا بعد ست سنوات من رهبنته؛ ازداد فيه الشعور بالمسئولية وضاعف من عبادته وخدمته فزاد تعلق الكثيرين به، وصار موضع إرشاد الكثيرين وتعليمهم.و بعد ثلاث سنوات سيم قمصًا و أقاموه رئيسا للدير فأحسن الإدارة المقرونة باللطف والوداعة والحكمة، فازداد اتضاعًا وتفانيًا، كما قام بشراء بعض الأراضي لحساب الدير.

وفي عام 1571 ش خلا الكرسي الأورشليمي فسيم قمص دير أنبا أنطونيوس مطرانًا على القدس بيد قداسة البابا كيرلس الرابع الـ ١١٠ (أبو الإصلاح)، و تتبعه مطرانية الدقهلية وجزء من الغربية والقليوبية والشرقية. تزايد اجتهاد هذا الأب فكان محبًا لكل جائع وعريان ومريض وسجين وغريب، دون تمييز بين مسيحي أو غير مسيحي، يشعر بالالتزام مظهرًا محبته نحو كل إنسانٍ.

ومع وداعته الحانية كان حازمًا فعندما ظنّ قنصل الروس أنه يستطيع إغراء القبط فيقتني الهيكل الملاصق للقبر المقدس، قائلًا له إنه مستعد أن يرصّ له من الأرض حتى السقف جنيهات ذهبية كثمنٍ له، أجابه المطران: "وكم من الجنيهات يكون هذا؟" وفي زهو قال: "مليونان"، عندئذ ابتسم المطران في هدوء يقول: "أتريد أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطي ونبيع سيدنا بدراهم؟" ولم يعرف القنصل بما يجيب عليه.

وحدث إذ كان الأنبا باسيليوس منطلقًا إلى أورشليم من دمياط، بلغ يافا في الغروب ولم يكن ممكنًا أن يكمل الطريق، عندئذ عرض عليه الأرمن أن يبيت في منزلٍ لهم، أما هو فلم يحتمل أن يترك أولاده يبيتون تحت الأشجار حتى الصباح وينام هو في منزل، لذا أصرّ أن يبقى معهم في العراء، فتضايق الكل وخرج بعض عظماء يافا يسألونه أن يقدموا له خدمة، فأجابهم:

"إن كنتم تريدون حقًا أن ترضوني، فابحثوا لي عن منزل أشتريه يأويني أنا وأولادي، إذ كيف ينام إنسان على سرير داخل حجرة بينما أحشاؤه في الشارع؟"
ولم تمضِ سوى ساعة تقريبًا حتى قدموا له بيتًا اشتراه، بات فيه الجميع.

وحدث انه ادعى اخوتنا الأثيوبيون ملكيتهم لدير السلطان، وبالرغم من مساندة بعض دول الغرب استطاع بجهود مضنية أن يثبت حق الأقباط في الدير. وقد أثار الأثيوبيون في وقتنا الحالي نفس المشكلة باستيلائهم عليه رغم صدور حكم في صالح الأقباط.

وقد اتسم عهده ببناء كنائس كثيرة في البلاد التابعة له، وتجديد عمارة البعض، دون أن يتجاهل محبته ورعايته للعائلات الفقيرة بسخاء.

وفى النهاية اشتد المرض عليه، وانتهت بألم شديد في جبينه الأيسر حيث أسلم الروح في 17 برمهات 1615 ش وهو يلهج يا رب خَلِّص، يا رب أنقِذ. وكان قد بلغ الثانية والثمانين من عمره
بركه صلاته تكون معنا كلنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...