ياسر أيوب
منذ بداية الستينيات.. عاشت إفريقيا كلها أوج التألق والتوهج المصرى سياسيًا وتجاريًا وإعلاميًا.. ورياضيًا أيضًا.. وبعدما قامت مصر بتأسيس الاتحادات الرياضية الإفريقية من كرة القدم لكرة اليد وتنس الطاولة وغيرها.. أقيمت فى يوليو 1965 أول دورة ألعاب إفريقية فى برازافيل عاصمة الكونغو بمساعدة فنية وإدارية مصرية.. وكان من الطبيعى أن تفوز مصر بهذه الدورة، وتأتى خلفها فى الترتيب نيجيريا وكينيا والسنغال وكوت ديفوار.. ورغم أن مصر قبل تلك الدورة كانت قد فازت بسبع عشرة ميدالية أوليمبية، ومرشحة فى رأى خبراء وعلماء رياضيين دوليين لأن تتسيد العالم فى بعض الألعاب مثل رفع الأثقال.. إلا أن فرحة الفوز بالألعاب الإفريقية كانت أكبر وأهم وأغلى من أى انتصار رياضى آخر لمصر.. فالطموح الرياضى المصرى وقتها تمت محاصرته داخل الدائرتين الإفريقية والعربية.. وبعد 3 أشهر فقط كانت مصر تفوز أيضًا بدورة الألعاب العربية الرابعة التى استضافتها القاهرة.. وأصبح الانتصار على الأفارقة والعرب هو ما تبحث عنه مصر الرياضية، وتكتفى به أيضًا.. وبالتالى لم تغضب مصر أو تنزعج حين شاركت وهى بطلة إفريقيا فى دورة مكسيكو سيتى الأوليمبية 1968 ولم تفز بأى ميدالية.. وبدا أن مصر استسلمت واستمتعت بانتصاراتها الإفريقية مع تجاهل إخفاقاتها الأوليمبية.. ففازت بالدورة الإفريقية الثانية 1973 دون أى ميداليات أوليمبية فى مونتريال 1976.. وبعد انسحابها من الدورة الإفريقية الثالثة 1978 لم تشارك فى دورة موسكو 1980..
وفازت بالدورة الإفريقية الرابعة 1987 دون ميداليات أوليمبية فى سول 1988.. وفازت بالدورة الإفريقية الخامسة 1991 دون ميداليات أوليمبية فى برشلونة 1992.. وكانت الثانية فى الدورة الإفريقية السادسة 1995 دون ميداليات أوليمبية فى أتلانتا 1996.. وكانت الثالثة فى الدورة الإفريقية السابعة 1999 دون ميداليات أوليمبية فى سيدنى 2000.. وأخيرًا تمردت مصر على ذلك فكانت الثانية فى الدورة الإفريقية الثامنة 2003 لكنها فازت بخمس ميداليات أوليمبية فى أثينا 2004.. وفازت بالدورة الإفريقية التاسعة 2007 ثم ميداليتين أوليمبيتين فى بكين 2008.. والثانية فى الدورة الإفريقية العاشرة 2011 وبعدها 4 ميداليات أوليمبية فى لندن 2012.. وفازت بدورة إفريقيا الحادية عشرة 2015 مع 4 ميداليات أوليمبية فى ريو 2016.. وفازت بدورة إفريقيا الثانية عشرة 2019 مع 6 ميداليات أوليمبية فى طوكيو 2020.. والآن فازت مصر بالدورة الإفريقية الثالثة وتنتظر دورة باريس المقبلة.. ولم ينتبه بعض مسؤولى الرياضة المصرية إلى تغيير جذرى فى الهوى الرياضى المصرى خلال سنوات قليلة مضت.. فلم تعد إفريقيا هى سقف الطموح بعدما توالت نجاحات عالمية حقيقية للمصريين كانت أكبر وأجمل من أى بطولة إفريقية.
نقلا عن المصرى اليوم