محرر الأقباط متحدون
تأكيد محبته وقربه وصلاته، هذا ما تضمنته رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى الكاثوليك في الأرض المقدسة'>المؤمنين الكاثوليك في الأرض المقدسة، شكرهم فيها من جهة أخرى على الرجاء رغم الآلام، كما وأعرب عن رجائه في العودة حاجا إلى الأرض المقدسة لمعانقتهم.
منذ فترة أفكر فيكم، وأصلي من أجلكم كل يوم. بهذه الكلمات بدأ قداسة البابا فرنسيس رسالة وجهها إلى كاثوليك الأرض المقدسة لمناسبة الأسبوع المقدس. وتابع أنه يشعر اليوم بالحاجة إلى أن يكتب إليهم ليقول لهم أنه يحملهم في قلبه، وذلك عشية الاحتفال بالفصح الذي هو بالنسبة لكم، كتب قداسته، مطبوع بالكثير من الآلام والقليل بعد من القيامة. وواصل الأب الأقدس مؤكدا قربه من المؤمنين الكاثوليك جميعا بطقوسهم المتنوعة في الأرض المقدسة، وخاصة القرب ممن يعانون بشكل أكثر ألما من مأساة الحرب العبثية، القرب من الأطفال الذي يُحرمون من المستقبل، مَن يبكون ويتألمون، مَن يشعرون بالقلق والضياع.
تحدث قداسة البابا بعد ذلك عن الفصح الذي هو جوهر إيماننا فقال لمؤمني الأرض المقدسة إنه يحمل معنى أكبر بالنسبة لهم لكونهم يحتفلون به في الأماكن التي عاش فيها الرب ومات وقام من بين الأموات. وقال الأب الأقدس إنه لا فقط التاريخ بل وأيضا جغرافيا الخلاص ما كان لهما أن يكونا بدون الأرض التي تسكنونها منذ قرون وحيثما تريدون البقاء ومن الجيد أن تبقوا، كتب قداسته. وشكر البابا في هذا السياق المؤمنين الكاثوليك على ما يقدمون من شهادة للإيمان وعلى المحبة فيما بينهم، وأضاف أنه يشكرهم أيضا على قدرتهم على الرجاء.
وتابع البابا فرنسيس معربا عن رغبته في أن يشعر كل واحد من مؤمني الأرض المقدسة الكاثوليك بمحبته كأب يدرك معاناتهم ومشقتهم وخاصة خلال الأشهر الأخيرة. وواصل الأب الأقدس معربا عن رجائه في أن يلمسوا، وإلى جانب محبته، محبة كاثوليك العالم جميعا. ثم تضرع كي يسكب ربنا يسوع، الذي هو حياتنا، كسامري صالح، على جراح أجسادهم ونفوسهم زيت العزاء وخمرة الرجاء.
هذا وعاد البابا فرنسيس في رسالته إلى الحج الذي قام به "وسطكم"، كتب قداسته، عشر سنوات مضت، وأضاف أنه يريد تكرار كلمات البابا القديس بولس السادس الذي كان أول خليفة للقديس بطرس يقوم بحج إلى الأرض المقدسة، حين تحدث إلى جميع المؤمنين خمسين سنة مضت، في الإرشاد الرسولي Nobis in Animo، عن أن التوتر المتواصل في الشرق الأوسط بدون القيام بخطوات حاسمة نحو السلام يشكل خطرا كبيرا ومستمرا، لا يهدد فقط هدوء وأمن شعوب المنطقة والسلام في العالم بكامله، بل هو تهديد أيضا لقيم هامة لجزء كبير من البشر.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة مشيرا إلى أنها لم تكن فقط الحارس لأماكن الخلاص عبر القرون، بل وقد شهدت بشكل متواصل بمعاناتها لسر آلام الرب، وأعلنت وتواصل بقدرتها على النهوض مجددا والسير قدما إعلان أن المصلوب قد قام وتراءى للتلاميذ بعلامات آلامه وصعد إلى السماء حاملا إلى الآب بشريتنا المتألمة ولكن التي تم فداؤها. وتابع الأب الأقدس واصفا مؤمني الأرض المقدسة في هذا الزمن المعتم جراء جنون الحرب، التي هي دائما هزيمة للجميع، بشعلة مضاءة في الليل وبذرة خير في أرض تمزقها النزاعات.
من أجلكم ومعكم أصلي، قال البابا فرنسيس، يا رب، يا سلامنا، يا من منحت الطوبى للساعين إلى السلام، حرر قلب الإنسان من الكراهية والعنف والانتقام. إليك ننظر وإياك نتبع، يا من يغفر، أيها الوديع ومتواضع القلب. لا تدع أحدا يسلب من قلبنا الرجاء في النهوض مجددا والقيامة معك، اجعلنا لا نكل عن تأكيد كرامة كل إنسان بدون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنسية، بدءً من الأكثر ضعفا، النساء والمسنين، الصغار والفقراء.
أراد البابا فرنسيس بعد ذلك أن يؤكد لمؤمني الأرض المقدسة أنهم ليسوا بمفردهم، وأضاف: لن نترككم أبدا بل سنظل متضامنين معكم من خلال الصلاة والمحبة الفاعلة. وأعرب قداسته عن الرجاء في العودة قريبا إلى الأرض المقدسة كحاج لأنظر إلى عيونكم، كتب قداسة البابا، ولأعانقكم، لكسر خبز الأخوّة والتأمل في أغصان الرجاء التي نمت من بذوركم التي زُرعت في الألم وتم إنماؤها بأناة. وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن قرب الرعاة والرهبان والراهبات من المؤمنين ووجه إليهم بالتالي الشكر على ما قاموا ويواصلون القيام به. ثم أعرب قداسته عن الرجاء أن ينمو ويبرق في المعاناة ذهب الوحدة وذلك مع الأخوة والأخوات من الطوائف الأخرى، والذين أعرب لهم قداسته عن قربه الروحي وتشجيعه لهم مؤكدا تذكره الجميع في صلاته.
وفي ختام رسالته إلى الكاثوليك في الأرض المقدسة'>المؤمنين الكاثوليك في الأرض المقدسة بارك البابا فرنسيس الجميع مستمطرا عليهم حماية مريم العذراء، ابنة أرضكم، كتب قداسته. ثم جدد الأب الأقدس الدعوة إلى مسيحيي العالم جميعا ليُظهروا دعمهم الملموس وإلى الصلاة بدون كلل كي يكون شعب أرضكم كله في سلام أخيرا، ختم البابا.