موظف ببنك شهير، عانى لسنوات من اهتزاز نفسي، رحلة علاجه لم تؤت ثمارها، طارده شبح الطرد من العمل حتى تلقى الخبر المشؤوم ليقرر الرحيل دون وداع.
كعادته كل يوم، وصل "أحمد" إلى فرع البنك محل عمله ليجد في انتظاره ما لم يكن في الحسبان "انت مطرود.. من النهاردة مالكش شغل هنا".
قرار صادم من الإدارة لم يتحمله صاحب الـ30 سنة، دخل في حالة اكتئاب زادت معه حالته سوءًا. حاولت أسرته دعمه والحيلولة دون تدهور حالته لكنه حاول التخلص من حياته مرات ومرات.
يقظة الأم حالت دون نجاح خطته لكن مساء أول أمس تناول إفطاره الأخير مع أسرته، ودلف خلسة إلى غرفته ليقرر إسدال الستار على حياته قفزًا من الشرفة بالطابق الرابع.
اختار الرحيل تحت أنظار أمه وأشقائه الذين حاولوا الإمساك به لكن إصراره على الموت أفشل محاولاتهم ليلقى مصرعه فرو ارتطام جسمه بالأرض.
تحريات الرائد أحمد فاروق رئيس مباحث الطالبية توصلت إلى أن المتوفى كان يعاني من اهتزاز نفسي وعدم وجود شبهة جنائية لتصرح النيابة العامة بالدفن.
وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.
كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.