كل يوم يثبت المصريون أنهم أصحاب حضارة، لم تتوقف عند الفراعنة فقط، بل توارثها الأبناء والأحفاد على مر الزمان، وامتدت لتشمل الأخلاق والقيم، وهو ما ظهر جليًا في موقف سائق حنطور بمدينة إدفو في أسوان، عثر على حقيبة بها مبلغ مالي ومتعلقات هامة لإحدى السائحات وأعادها لها ورفض أن يأخذ ألف دولار مكافأة منها.
كيف تفاعلت السائحة مع هذا الموقف؟
المرشد السياحي وليد عدنان، قال لـ"مصراوي": البداية كانت منذ شهرين تقريبًا بحضور فوج سياحي إنجليزي في زيارة لمعبد إدفو وبعد انتهاء الزيارة وعودة السياح إلى الفندق العائم بكورنيش إدفو، فوجئت بإحدى السائحات تقول إنها فقدت شنطة متعلقات خاصة بها، فقمت على الفور بالاتصال بالريس أبو الحسن الشهير بـ"أبوحجر" المسؤول عن عربات الحنطور، وأبلغته بفقد شنطة إحدى السائحات، وبعد أقل من ربع ساعة اتصل بي الريس أبو الحسن وأخبرني أنه عثر على الشنطة في عربة حنطور وأنه سيحضرها لنا عند المرسى السياحي.
وأضاف: بالفعل أحضر الشنطة وقام بتسليمها للسائحة وكانت عبارة عن حقيبة كتف "كروس" بها مبلغ مالي 2500 دولار وموبايل حديث الصنع يقدر بحوالي 80 ألف جنيه وأسورة ذهب.
وأوضح "عدنان" أن السائحة كانت سعيدة جدًا لأن الأسورة الذهب كانت هدية لها من والدها وهي تعتز بها، وشكرت السائق وأخرجت مبلغ ألف دولار لإعطائه له مكافأة على أمانته، لكن السائق الأمين رفض وأصر على رفضه، وهو ما قابلته السائحة باستغراب شديد وكررت شكرها للسائق، وقالت إنها ستذكر قصته لكل معارفها، وأنها ستعود مرة ثانية لزيارة أسوان وعمل مشروع سياحي بها، وهو ما اعتبرناه مجامله للسائق وإنهاء للموقف.
وتابع: لكن هذا الأسبوع حدثت المفاجأة بعد أن عادت السائحة مرة ثانية إلى أسوان وبحثت عن السائق الأمين وقالت إنها عادت لتنفيذ وعدها والذي بدأ بالفعل عند عودتها إلى لندن حيث نشرت قصة السائق الأمين في صحيفة محلية تحت عنوان "إذا كنت تبحث عن أمانة إنسان فاذهب إلى مصر وقم بزيارة أهل أسوان".
وأضافت أنها عادت الآن لإنشاء مشروع سياحي بأسوان يديره السائق الأمين.