الأب رفيق جريش
كثيرون من يعتقدون أن الأسرة الملكية البريطانية أصابتها لعنة ما بسبب إصابة الملك تشارلز الثالث (75 سنة) بسرطان البروستاتا مثله مثل ملايين من الرجال، وكذلك إصابة كيت أميرة ويلز (42 سنة) وزوجة ولى العهد بالسرطان فى المعدة مثلها مثل ملايين من النساء، فهذا المرض اللعين يصيب الملوك كما يصيب البسطاء.
وقد تعاطف مع أميرة ويلز ملايين من النساء من أنحاء العالم كونها أم لثلاثة أطفال وتحليها بالصفات الطيبة الجديرة بأميرة وقربها من الناس وتتميز كيت بأنها لا تتصنع سلوكها وتصرفاتها، بل تبدو امرأة طبيعية، حتى إن بعض المشاعر، كالحزن والفرح، وحتى الغضب تفلت منها فتبدو امرأة طبيعية، فالملوك والأمراء ليسوا «آلهة» كما يراد لهم أن يكونوا من البعض بل «بنى آدمين» مثلنا فلهم أخطاؤهم كما لهم حسناتهم، ومن حقهم أن يمرضوا مثل كل البشر.
نُثمن شجاعة الأميرة كيت التى ظهرت الأسبوع الماضى فى فيديو مسجل تشرح للناس ما أصابها من مرض وكيفية معالجته، ورغم وجهها الشاحب إلا أنها فعلت ذلك لطمأنة الشعب البريطانى وكل محبيها فى أرجاء الأرض، لكن أيضا لدعم ملايين من المرضى بمرض السرطان فى العالم حتى يتحلوا هم أيضا بالإيمان والصبر ويعملون، بكل قواهم، على مقاومة هذا المرض اللعين.
إن اختفاء الأميرة عن الأنظار منذ أعياد الميلاد وخضوعها لعملية فى المعدة وظهور السرطان- كما فهمنا- تسبب فى انتشار كثير من الشائعات التى أطلقتها الصحافة الصفراء، فتارة يقولون إنها ماتت، وتارة أخرى إنها ستنفصل عن زوجها الأمير وليم، ولى العهد، لأنه خانها وتم نسج قصص كاذبة حول هذه المواضيع فرأت الأميرة والعائلة الملكية أن ظهورها بنفسها وشرحها لمرضها وطلبها احترام خصوصياتها وخصوصية عائلتها سيكون كفيلا بقطع الألسنة الشريرة.
فى الماضى الصحافة الصفراء كانت سببا رئيسيا فى قتل الأميرة ديانا، زوجة الملك، فى حادث سيارة، حتى إن الصحفيين رأوها تسلم الروح ولم يسعفوها، بل ظلوا يلتقطون لها الصور، وليس الأميرة ديانا فقط، بل كل العائلة الملكية طالها الشىء الكثير من هذه الشائعات التى لا تحترم الخصوصية ولا تتحلى بأبسط القيم.
كتبت الأميرة كيت خطابها بنفسها رغم أن هناك فى البلاط الملكى من يستطيع أن يكتب لها، لكنها مرة أخرى تصرفت كما يجب أن يتصرف من يتحلى بصفات القائد ومن منطلق واجبها نحو شعبها.
كثيرون من الرؤساء والحكام والملوك وغيرهم يخبئون على شعوبهم أمراضهم ويجعلون منها «سر دولة» لا يجب أن يتسرب، ، ففى عصور سابقة كان يعتبر «سرا حربيا» ربما كان لها أسبابها السياسية فى ذلك الوقت، لكن هذا العصر ولى وصارت شعوب كثيرة فى العالم لا تنتخب حكامها إلا لو اطمأنوا على صحتهم ولياقتهم البدنية. ندعو للأميرة كيت ولكل مريض فى العالم بالشفاء التام.
نقلا عن المصري اليوم