ياسر أيوب
تشين شيويوان، ليس مجرد رئيس اتحاد كرة فاسد تم الحكم عليه منذ يومين بالسجن مدى الحياة؛ مدانا بالفساد وتلقى رشاوى زادت على 11 مليون دولار.. لكنه سيبقى عنوانا أو اختصارا لتجربة كروية استثنائية أرادت بها الصين أن تصبح قوة كروية عظمى.. فعلى الرغم من أن الصين عرفت كرة القدم ولعبت مباراتها الأولى 1913 وأسست اتحادها 1924 وانضمت للفيفا 1931.
إلا أنها ظلت حتى الآن دون أي انتصارات حقيقية، فلم تفز مطلقا ببطولة أمم آسيا ولم تتأهل للمونديال إلا مرة وحيدة 2002.. وحين تولى شى جين بينج رئاسة الصين 2013 أراد تغيير واقع وحال الكرة الصينية مدركا أهمية اللعبة كسلاح سياسى واقتصادى ودعائى تحتاجه الصين كإحدى القوى العظمى في العالم.. وبالفعل نجح الرئيس الصينى في الاستخدام السياسى لكرة القدم، واستطاع اقتحام إفريقيا رغما عن فرنسا والولايات المتحدة.
لكن تطوير الكرة الصينية نفسها تحول من حلم إلى كارثة.. فالمال الكثير جدا الذي قدمته الحكومة والشركات الكبرى التي قررت الإنفاق بسخاء على أندية الكرة دون خطة واضحة، وسوء اختيار مسؤولين يحبون البلد واللعبة مثلما يحبون أنفسهم.. خلقا مناخا يغرى بالفساد ولا يصنع نجاحا.. واكتشف الصينيون بعد سنوات على بدء تجربتهم الكروية الجديدة أنهم لم يبنوا قوة كروية عظمى.
لكنهم صنعوا فاسدين جددا جاءوا من بعيد يزعمون أنهم يريدون تطوير الكرة في بلدهم بينما في الحقيقة كانوا يبحثون عن ثروات غير مشروعة لأنفسهم.. فضاع مال الدولة وشركاتها نتيجة الفوضى وعدم الشفافية، وأوشكت أندية كثيرة على الإفلاس بعدما تسابقت على شراء نجوم كبار دون جدوى واحتياج.. وانتبهت الصين لما يجرى فبدأت تحقيقاتها في نوفمبر 2022 مع معظم مسؤولى الكرة.
وبدأ تساقط المسؤولين الكرويين.. وكان أول من سقط لى تاى الذي تم اكتشاف أنه تولى منصب المدير الفنى للمنتخب الصينى بعدما دفع رشاوى لمسؤولى الكرة.. وسقط أيضا لو ييى سكرتير عام اتحاد الكرة.. وبدأت التحقيقات في فبراير 2023 مع تشين رئيس الاتحاد.. ثم بدأت في سبتمبر محاكمته في إقليم هوبى في وسط الصين.. وتبين أن تشين الذي أدار اتحاد الكرة الصينى من 2019 حتى 2023 كان يتقاضى الرشاوى مقابل كل قرار أو اختيار.
وأنه لم يكن يدير المؤسسة الكروية الصينية بقصد إصلاح وتطوير، ولم تكن تعنيه أي نتائج للمنتخب الصينى، أو إدارة عادلة ونزيهة لمختلف المسابقات الكروية في الصين.. وفى نهاية المحاكمة كان قرار السجن مدى الحياة.. ويؤكد صينيون كثيرون أن تشين لن يكون آخر من ستتم محاكمتهم وإدانتهم، لكنها فقط بداية الإصلاح والحرب الشاملة ضد الفساد الكروى.
نقلا عن المصري اليوم