القمص لوقا سيداروس
القمص يوحنا نصيف
الإنجيل من لوقا (11: 14 – 26)
«وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذَلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ ٱلْأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ ٱلْجُمُوعُ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ. وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ. فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. فَإِنْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ. لِأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبِعِ ٱللهِ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللهِ. حِينَمَا يَحْفَظُ ٱلْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحًا،تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَانٍ. وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَإِنَّهُ يَغْلِبُهُ، وَيَنْزِعُ سِلَاحَهُ ٱلْكَامِلَ ٱلَّذِي ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. مَتَى خَرَجَ ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لَا يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ».
على جبل التجربة، حين كَسَرَ المسيحُ المُجرِّبَ، وجَرَّده من أسلحته القاتلة، قال له: اذهب عني.. طرَدَه، فذهب مقهورًا مَخزِيًّا.
إنجيل اليوم يتكلّم عن كيف أخرجَ الربّ الشيطان الذي ربَطَ الرجل، «فَلَمَّا أُخْرِجَ ٱلشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ ٱلْأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ ٱلْجُمُوعُ». جاء المسيح لكي يفكّ المأسورين، ويحلّ المربوطين، ويقيم الساقطين. ويُخَلِّص كلّ مَن تَسَلَّط عليهم إبليس. ودَلَّنَا على الطريق لإخراج الشياطين، وغلبتهم بالصوم والصلاة.
الشيطان مُهلِك وقَتّال للناس، والمسيح مُحيِي ومقيم من الأموات. الشيطان ربط المرأة المنحنية 18 سنة، فلم تنتصِب إلاّ حين فَكّهَا وأبرأها المسيح، وقال: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ». وحين أخرَجَ الشيطان من المجنون الأعمى الأخرس، قال الكتاب: «حَتَّى إِنَّ الأَعْمَى الأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ» (مت12: 22).
توجد علامات واضحة حين يتحرّر الإنسان من رباطات الشياطين؛ يتكلّم الفم بعظائم، وينطق بالتسبيح، وكلمات الصحو، وكلام البنيان، لمجد الله. وتُبصِر العين بعد العَمَى، وتَرى بالنور أعمال الله، وكلّ صلاحه، وتستقيم الحياة بِرُمّتها.
إنّ نبوّة إشعياء عن زمن المسيا جديرة بالاعتبار «حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ (=تتفتّح) عُيُونُ الْعُمْيِ... يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ» (35: 5، 6).
- أين علامات الخلاص فينا؟ وأين نحن مِن حرية مجد أولاد الله؟
- لماذا الكسل والتواني والتقاعُس، عن أعمال الله؟
- لماذا البُخل والشُحّ، كأنّ قلوبنا مغلقة، أو أيدينا مغلولة؟
- لماذا انحسرَت المحبّة، وتحجّرَتْ المشاعر عن الصفح؟
- لماذا جَفَّت المآقي وماتت حركات التوبة؟
- لماذا زاد الخلاف، وسهلت القطيعة والبغضة؟
- هل عاد الشيطان يَملِك ويفترِس؟ هل عاد إلى بيته الذي خرجَ منه فوجده مكنوسًا مُزَيَّنًا؟
فلنرجع إلى مخلّصنا، فليس بأحد غيره الخلاص.. فلنصُم ونُصلِّ ونصرخ إليه «خَلِّصنا».
القمص لوقا سيداروس
القمص يوحنا نصيف