محرر الأقباط متحدون
في ضوء الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس إلى الكاثوليك في الأرض المقدسة لمناسبة أسبوع الآلام أجرت وكالة الأنباء الكنسية آسيا نيوز مقابلة مع الأسقف المعاون على القدس والنائب البطريركي في إسرائيل المطران رفيق نهرا الذي أوضح أن الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس وقضية الرهائن هما من بين القضايا الحساسة، لكن ثمة مشاكل أخرى، متوقفا عند التوترات السائدة داخل المجتمع الإسرائيلي.
استهل سيادته حديثه الصحفي لافتا إلى أن الكنيسة دعت دوماً إلى بلوغ حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك قبل اعتداءات السابع من تشرين الأول أكتوبر واندلاع الحرب الدامية الأخيرة في قطاع غزة، كي يتمكن الشعبان من عيش حياة كريمة، مدركين أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو. وذكّر بأن الفلسطينيين لا ينعمون بالاستقلال، ويشعرون أنهم داخل سجن، ويُحرمون من كرامتهم، مؤكدا أن ثمة حاجة إلى اتفاقات سياسية الطابع مع أن الأمر بات صعباً اليوم في ضوء الصراع الدائر. مع ذلك – مضى يقول – ينبغي على اليهود والمسلمين، الإسرائيليين والفلسطينيين، أن يتوصلوا إلى حل يسمح للطرفين بالعيش جنباً إلى جنب بأمن، كما لا بد من تخطي الانقسامات والتوترات الراهنة داخل المجتمع الإسرائيلي.
تابع المطران نهرا حديثه لوكالة آسيا نيوز مشيرا إلى أن مكونات المجتمع الإسرائيلي تعيش مرحلة معقدة للغاية مطبوعة بتضارب المصالح، وقال إن من يعيش داخل دولة إسرائيل يشعر بتلك التوترات الكبيرة والتي تُترجم في مواجهات يومية بين من يريدون الحرب حتى النهاية، حتى الانتصار على حماس، ومن يفكرون بحياة أبنائهم، وعائلاتهم وبالرهائن. وأضاف أن ثمة مواطنين يعتبرون أن الأولوية تتمثل في تحرير الرهائن – المدنيين وغير المدنيين – المحتجزين على يد حماس، قبل الحديث عن النصر العسكري، وهذه المواقف تولد انقسامات كبيرة داخل المجتمع.
مضى سيادته إلى القول إنه وسط كل تلك التوترات والانقسامات يشكل المواطنون الكاثوليك مثالاً يُحتذى به، كما كتب البابا فرنسيس في رسالته إلى الجماعة الكاثوليكية في الأرض المقدسة لمناسبة أسبوع الآلام وعيد الفصح، وذلك لأن هؤلاء المؤمنين يعرفون كيف يعيشون الرجاء على الرغم من الأمور المعاكسة. وقال المطران نهرا إن الحبر الأعظم شاء أن يجدد التعبير عن عطفه الأبوي تجاه من يعانون من مآسي الحرب العبثية، انطلاقاً من الأطفال الذين يُحرمون من المستقبل، والأشخاص الباكين والمتألمين، ومن يختبرون القلق والضياع.
في هذا السياق شاء سيادته أن يذكّر بزيارة الحج التي قام بها البابا فرنسيس إلى الأرض المقدسة في العام ٢٠١٤، وبكلمات البابا بولس السادس الذي كان أول حبر أعظم يحج إلى القدس عندما قال إن التوترات الراهنة في الشرق الأوسط تشكل خطراً كبيراً ومستمراً، ليس فقط بالنسبة لشعوب المنطقة إنما بالنسبة للعالم كله، مع التأكيد على أن المسيحيين يتمتعون بالقدرة على النهوض التي هي أقوى من جنون الحرب، وهم يشكلون أيضا بذوراً للخير في أرض مزقتها الصراعات.
هذا ثم أوضح سيادته أنه يقيم في الناصرة، بالشمال، حيث الحياة تسير بشكل شبه طبيعي لكن السكان يواجهون مشكلة ارتفاع الأسعار، وبدأ يشعر الناس بالأعباء الاقتصادية، موضحا أن الصراع ترك أثراً أيضا على العلاقات بين المواطنين العرب واليهود، ناهيك عن المأساة التي تعيشها عائلات الرهائن. في ختام حديثه لوكالة آسيا نيوز لفت المطران نهرا إلى الأوضاع الراهنة في الشمال، على مقربة من الحدود اللبنانية، حيث أخلى عشرات آلاف السكان منازلهم بسبب انعدام الأمن، ولا يرغبون في العودة إليها، وقال إن العنف مستمر والمشكلة كبيرة، ولا أحد يعلم كيف تنبغي مواجهتها.