د. وسيم السيسي
هو ذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كأسد، لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى «العهد القديم- سفر العدد- إصحاح ٢٣».
يقول الرب لإسحق: لك ولنسلك أعطى جميع هذه البلاد، وأفِى بالقَسَم الذى أقسمت لإبراهيم أبيك «تكوين- إصحاح ٢٦».
قال الرب لموسى: اذهب من هنا أنت والشعب الذى أصعدته من أرض مصر إلى الأرض التى حلفت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلًا لنسلك أعطيها وأنا أرسل أمامك ملاكًا وأطرد الكنعانيين والآموريين والحيثيين... إلخ. «خروج إصحاح ٣٣».
ويقول أيضًا لموسى فى خروج إصحاح ٣٤: احترس أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التى أنت آتٍ إليها لئلا يصيروا فخًّا فى وسطك، بل تهدمون مذابحهم، وتكسرون أنصابهم!.
وكلم الرب موسى: إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان «فلسطين»، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم، وتمحون جميع تصاويرهم.. وتخربون جميع مرتفعاتهم، تملكون الأرض وتسكنون فيها لأنى قد أعطيتكم الأرض كى تملكوها وتقسموا الأرض بالقرعة بين عشائركم «عدد ٣٣».
يقول الرب أيضًا: وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا فى أعينكم، ومناخس فى جوانبكم، ويضايقونكم على الأرض التى أنتم ساكنون فيها. «عدد ٣٣». يقول الرب ليشوع بن نون، الذى أوقف الشمس عن حركتها ٢٤ ساعة: موسى عبدى قد مات، فالآن قم، اعبر الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التى أنا معطيها لهم، كل موضع قدم تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته «يشوع ١».
يقول الرب: حلفت لآبائك: إبراهيم وإسحق ويعقوب أن أعطيك مدنًا عظيمة لم تبْنِها، بيوتًا مملوءة كل خير لم تملأها، وآبارًا محفورة لم تحفرها، وكرومًا وزيتونًا لم تغرسها «تثنية ٦».
يقول موسى لبنى إسرائيل فإنه عند الدخول لمدينة لمحاربتها، وقبلت الصلح، فإن أبناء الشعب المغزو يتحولون إلى عبيد لبنى إسرائيل، أما فى حالة رفض الصلح، فحاصرها، واضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة كل غنمها فتغنمها لنفسك «تثنية ٢٠/ ١٠-١٥».
يقول سيجموند فرويد، عالِم النفس الكبير، اليهودى حتى النخاع، فى كتابه «موسى والتوحيد» إله اليهود فى العهد القديم: (عنصريًّا: متعصبًا، ضيق الأفق دمويًّا، أعطى أتباعه سلاحًا لإخراج أناس من أرضهم الأصلية «أرض كنعان أى فلسطين»).
يقول كارل ماركس، الملحد من عرق يهودى: إن خلاص البشرية من اليهود، بل التحرر الاجتماعى اليهودى نفسه، إنما يقوم فى تحرير الإنسانية من اليهودية.
اعتمدت الحركة الصهيونية على هذه المرجعية الدينية، فكان أول مؤتمر فى بازل فى سويسرا برئاسة تيودور هرتزل ١٨٩٧م، والذى أعلن فيه أنه لابد أن تكون لإسرائيل دولة بعد خمسين عامًا، وبالفعل فقد تحقق هذا، تم التقسيم ١٩٤٧م، ثم إعلان دولة إسرائيل ١٩٤٨م. مات تيودور هرتزل، جاء من بعده حاييم وايزمان ١٩٠٤م، والذى قال: لابد من فلسطين لعدة أسباب، منها البحر الميت، الذى سيهب إسرائيل الحياة لثرواته من البوتاسيوم كمخصب زراعى يكفى العالم كله، تحالف وايزمان مع سير هنرى كامبل بانرمان، رئيس وزراء إنجلترا، ثم مع لورد بلفور كوزير خارجية إنجلترا ١٩١٧م.
شجعت إنجلترا هجرات اليهود إلى فلسطين، قامت ثورات ضد هذا التهجير، وانتهت بحاييم وايزمان رئيسًا لدولة إسرائيل ١٩٤٨، بعد أن رفض أينشتين هذه الرئاسة قائلًا: العلم لا وطن له ولا دين.
قال موشيه شاريت لابن جوريون: لابد من تقسيم ثلاث دول حولنا إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، مصر- سوريا- العراق!. تحطمت أحلامهم على صخرة المخزون الحضارى المصرى، ونجحوا بكل أسف على خلافات الشيعة، السنة، الأكراد، الدروز، العلويين... إلخ.
إإننا فى أحرج ساعة كساعة تشرشل فى الحرب العالمية الثانية، خاطب الشعب الإنحليزى This Is your Finest Hour، ولكنى مطمئن جدًّا وأقول:
إن بدا للنيل يومًا خطر/ لاندفعنا وسبقنا الخطرا
أو مشى فى شاطئيه معتدٍ/ لزرعنا شاطئيه شررا.
نقلا عن المصري اليوم