محرر الاقباط متحدون
عشية الاحتفال بعيد الفصح أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف أبرشية رومبيك بجنوب السودان المطران كريستيان كارلاساري الذي توقف عند الفقر المدقع في المجتمع لكنه أشاد بالتضامن الصادر عن أشخاص متواضعين وبسطاء، لافتا إلى أن زيارة البابا فرنسيس '> البابا فرنسيس الرسولية إلى البلد الأفريقي حملت الكثير من الثمار، ومتمنياً أن يحرر عيد الفصح الجميع من التشاؤم والخوف.
استهل سيادته حديثه متوقفاً عند الزيارة الرسولية التي قادت البابا فرنسيس '> البابا فرنسيس إلى جنوب السودان لأكثر من سنة خلت وبالتحديد في فبراير من العام الماضي وقال إنها حملت ثمارا وافرة، شعر بها المواطنون بنوع خاص خلال الأيام والأسابيع والأشهر التالية للزيارة لكنها ما تزال لغاية اليوم مطبوعة في قلوب المؤمنين وسكان البلاد عموما. وأضاف أن النداءات التي أطلقها البابا في تلك المناسبة تتطلب التزام الجميع، وتدعو إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال، مشيرا إلى أن الثمار الأهم لتلك الزيارة هي الناس، وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة الذين أصغوا إلى كلمات الحبر الأعظم، وهم يواصلون العمل من أجل السلام ويسعون إلى ترسيخه وسط العائلات والجماعات، مدركين أن السلام ما يزال ممكناً على الرغم من كل شيء.
وأوضح أسقف رومبيك أنه على الرغم من كل المشاكل، وأوضاع الظلم والتهجير، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي زادت من حدة الفقر، وغياب الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم لم يستسلم الأشخاص للإحباط، ولم ينجروا وراء أعمال العنف والظلم، لكنهم يسعون إلى البقاء على قيد الحياة لاسيما بفضل التعاضد مع بعضهم البعض. وأضاف أنه يعتقد أن هذا الشعب المتحد والمفعم بالأمل هو من يستطيع يوماً ما أن ينقذ البلد الذي دمره الأقوياء وأصحاب النفوذ الاقتصادي وتجار الأسلحة. إنه بلد يسعى إلى النهوض من خلال التضامن الذي يقدمه أشخاص متواضعون وبسطاء.
رداً على سؤال بشأن الاستعدادات الجارية للاحتفال بعيد الفصح يوم غد الأحد قال المطران كارلاساري إنه أصيب بالدهشة حيال الأعداد الكبيرة للمؤمنين الذين شاركوا في الاحتفالات الدينية خلال أسبوع الآلام، لاسيما يوم عيد الشعانين. وقال إن هذا الأمر ينبع ربما من الشعور بالقرب من المسيح الذي عانى وتألم كثيراً من أجلنا. ولفت إلى أن الأبرشية نظمت خلال الأيام الماضية رياضة روحية للكهنة والرهبان، وشارك فيها أيضا ممثلون عن الكنيسة الإنجيلية المشيخية. وقال إنه يرفع الشكر للرب على إمكانية خدمته في إطار الشركة المسكونية.
في معرض إجابته على سؤال حول مساهمة الكنيسة المحلية في عملية إعادة الإعمار والمصالحة في جنوب السودان أكد أسقف رومبيك أن الكنيسة تقف إلى جانب الشعب المتألم، وتسعى إلى مده بالشجاعة والأمل واليقين بأن الرب حاضر ويرافقها. وهي تذكّر بأن الرب نفسه سُحق وصُلب ومات وقام من الموت، وكان ذلك بداية قيامتنا نحن. ولفت هنا إلى أن الإيمان هو عطية هامة جداً بالنسبة للشعب وبالنسبة لمسيرة الخلاص. ومن هذا المنطلق تسعى الكنيسة إلى مساعدة الناس وتقدم لهم الخدمات الأساسية ونشاطها لا يقتصر على الأعمال الخيرية إذ تسعى إلى إطلاق نشاطات اقتصادية تجعل الناس أكثر استقلالية، شأن المشاريع الزراعية التي تُنفذ في العديد من الرعايا. هذا فضلا بالطبع عن تربية الأشخاص على مبادئ المواطنة والعدالة والسلام، وهذا ما تقوم به المدارس الكاثوليكية بنوع خاص التي تعزز التنمية البشرية المتكاملة من خلال تثمين كل طفل وفتى وشاب يتردد إليها. وأكد أنه نشاط بالغ الأهمية خصوصا في بيئة يشعر فيها الشبان أنهم مهمشون وأنهم أداة في يد المصالح السياسية، إذ يمكنهم من التطلع إلى المستقبل بثقة.
تابع سيادته حديثه متوقفا عند الموارد الطبيعية الكبيرة التي تتمتع بها البلاد وقال إنه حيث توجد الموارد قد لا يوجد بالضرورة الثراء المادي موضحا أن السكان يعانون من الفقر بسبب سوء توزيع الثروات، وأكد أن جنوب السودان فقير لأنه يفتقر إلى السلام، كما أن الحرب في السودان فاقمت الأزمة الاقتصادية بعد أن تضررت أنابيب النفط التي تعبر الأراضي السودانية وإزاء عجز حكومة الخرطوم عن تسديد المدفوعات التي تم الاتفاق عليها سابقاً. ختاماً تمنى أسقف رومبيك أن يشكل عيد الفصح لقاءً مع المسيح القائم من الموت وأن يحررنا من التشاؤم والخوف ويمنحنا شجاعة اختيار السلام والأخوة.