توصل تحقيق إعلامي أمريكي حول «متلازمة هافانا»، وهي حالة صحية غامضة أصابت دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين أمريكيين، إلى أدلة تشير إلى أن وحدة اغتيالات عسكرية روسية قد تكون متورطة.
ووفقًا لموقع «axios» تشير نتائج التحقيق الذي استمر لمدة خمس سنوات إلى أن جهاز المخابرات الروسي «GRU» قد تكون وراء الأعراض العصبية تمثل أول دليل يربط خصمًا أجنبيًا بهذه الحالات.
وكان مسؤولون أمريكيون أُصيبوا في فيتنام في هجوم على بـ «متلازمة هافانا» قبل رحلة نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عام 2021 إلى هانوي.
وفي ذلك الوقت، أعلنت السفارة الأمريكية في هانوي الحدث واصفة إياه بـ «حادثًا صحيًا شاذًا»، وهو المصطلح الذي تطلقه الحكومة الفيدرالية على ما يسمى بهجمات «متلازمة هافانا» والتي نُقل على إثرها بعض الأمريكيين المصابين إلى خارج البلاد بينما لم تصب «هاريس» واصلت رحلتها إلى هانوى بعد تأخير لمدة ثلاث ساعات في سنغافورة.
ما هي متلازمة هافانا؟
«متلازمة هافانا» هي حالة مرضية تتمثل أعراضها في الغثيان والدوار والصداع النصفي ومشاكل في الرؤية والسمع، وقد تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة من الزمن، وبينما لا يستطيع المسؤولون الأمريكيون تأكيد أسباب حدوثها، تشير مصادر إعلامية إلى أن حوادث الإصابة قد تنطوي على هجمات مستهدفة بالموجات الصوتية أو الموجات الدقيقة، وفقًا لموقع «cbsnews».
وتم تسميه «متلازمة هافانا »بهذا الاسم لأنه تم اكتشافها لأول مرة عام 2016 في مدينة هافانا عاصمة كوبا، حين اشتكى موظفون في الاستخبارات الأمريكية ودبلوماسيون من أعراض مرضية غير عادية.
ويحقق برنامج «60 دقيقة» الأمريكي في هذه الهجمات منذ أكثر من خمس سنوات، والذي تشير تقاريره إلى أقول بعض المصادر بأن الفيتناميين أنفسهم قد تم إعطاؤهم نوعًا من التكنولوجيا التي ربما تسببت في هجوم «متلازمة هافانا».
وفقًا للمصادر التي تم الاستعانة بها في التحقيق الاستقصائي، ربما طُلب من الفيتناميين استخدام التكنولوجيا للتنصت على الأمريكيين قبل رحلة« هاريس» لكنهم قد يكونوا ليس على علم بأن التكنولوجيا يمكن أن تضر الأشخاص الذين كانوا يستخدمونها معه، ووجد أحد القائمين على التحقيق وثيقة تشير إلى صحة هذه النظرية.
وتشير وثيقة البريد الإلكتروني إلى أن المخابرات الروسية مارست ضغوطا من أجل الحصول على إذن من الرئيس فلاديمير بوتين لتوفير التكنولوجيا الحصرية لأجهزة الأمن الفيتنامية، ومن بين قائمة التقنيات الموصى بمشاركتها «بواعث LRAD الصوتية» و«معدات الموجات القصيرة لمسح جسم الإنسان».
والجهاز صوتي بعيد المدى «LRAD» الذي يتم استخدامه هو سلاح صوتي من الدرجة العسكرية يطلق شعاعًا مستهدفًا بمستوى صوت مرتفع للغاية. وتم استخدام هذا الجهاز لإحباط هجوم قراصنة على سفينة سياحية في عام 2005، ومنذ ذلك الحين، استخدم الجيش الأمريكي الأجهزة لإرسال تحذيرات في الميدان،
ولكن عند ترك هذه لأجهزة تعمل بأعلى مستوى صوت لها، يمكن لبعض أنظمة LRAD أن تنتج مستوى ضغط صوتي يصل إلى 162 ديسيبل وهو ما يثير عتبة الألم لدى الإنسان وهي 130 ديسيبل.
لذا يعاني المصابين بـ «متلازمة هافانا »من الشعور بالضوضاء العالية والضغط الشديد والاهتزاز في رؤوسهم بالإضافة إلى آلام الأذن والرأس.
ومن جانبها، نفت موسكو هذه الاتهامات، وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق إنه من غير المرجح أن تتحمل قوة أجنبية المسؤولية.