ياسر أيوب
بعد سنين كثيرة جدًا احتفظت فيها ذاكرة العالم الكروية بأسماء مثل بيليه ورونالدو وسقراط وروماريو ورونالدينيو ونيمار وغيرهم.. جاء يوم لابد فيه من إضافة اسم ليلى بيريرا كأول امرأة يربط العالم بينها وبين الكرة البرازيلية.. وحين تابع العالم الكروى منذ أيام مباراتين وديتين للبرازيل فازت فى إحداهما على إنجلترا فى لندن، ثم تعادلت مع إسبانيا فى مدريد.
كانت المفاجأة أنه لأول مرة فى تاريخ الكرة البرازيلية تترأس امرأة بعثة المنتخب الأول للرجال.. ولأن ليلى كانت تعرف ذلك وتعرف أيضًا أن كثيرين داخل وخارج البرازيل سيتساءلون: لماذا ترأست ليلى هذه البعثة؟.. انتهزت أول اجتماع للبعثة فى فندق الإقامة فى لندن ووقفت فوق أحد المقاعد وقالت إنها أبدًا لم تتخيل أن يأتى يوم تدير فيه بعثة كروية لنجوم كرة برازيليين يعرفهم ويحبهم العالم كله.. وأنها لا تعتبر ذلك انتصارًا شخصيًا لها إنما هو انتصار للمرأة التى حتى وقت قريب لم يكن عالم الرجال يراها تصلح لإدارة كرة القدم، ثم أنهت حديثها بمشاركة لاعبى البرازيل الغناء.. ولم تكن رئاسة هذه البعثة هى أول نجاحات ليلى التى أصبحت منذ 2021 أول امرأة تشغل منصب رئيس نادٍ كروى فى البرازيل، هو نادى بالميراس.. وكانت ليلى صادقة حين قالت إنها لم تتوقع كل ذلك.
فقد بدأت طريقها بدراسة الصحافة فى الجامعة فى ريو دى جانيرو، ورفضت إصرار أبيها على أن تتزوج لأنها كانت تحلم بأن تصبح صحفية شهيرة، لكنها فجأة تنازلت عن حلمها ودرست القانون وبدأت تعمل بالمحاماة.. وبعد سنوات قليلة عقب زواجها من رجل الأعمال جوزيه لاماكيا أصبحت سيدة أعمال تدير 11 شركة فى البرازيل.
ولم تكن لها أى علاقة بكرة القدم حتى تولت رئاسة مجموعة كريفيزا التى يملكها زوجها، وأصبحت ترعى نادى بالميراس.. وقدمت ليلى للنادى أضخم عقد رعاية فى البرازيل، وباتت مهتمة بأخبار النادى وكرة القدم كلها، وتم اختيارها بعد قليل لرئاسة النادى.. وتوقع كثيرون أن تصبح رئاسة بالميراس إلى جانب إدارة مجموعة اقتصادية ضخمة وامتلاك ثروة بلغت 2 مليار دولار هى سقف طموح ليلى.. لكنهم فوجئوا بأنها لاتزال تحلم بما هو أكثر من ذلك.. فالمرأة التى حتى زواجها لم تكن لها أى علاقة بكرة القدم باتت الآن تحلم بإدارة اللعبة فى البرازيل كلها وليس فقط أحد أنديتها.. وترى ليلى أنها تستطيع تحقيق هذا الحلم أو أنها تستحقه بعدما ضحت بإنجاب أطفال وحياة زوجية هادئة ومستقرة من أجل أن تنجح.. وهى الآن تقود جهود البرازيل الحالمة باستضافة مونديال النساء 2027.. وهى الخطوة التى فتحت لها أبواب الاتحاد البرازيلى لكرة القدم.
نقلا عن المصرى اليوم