نفذت محميات البحر الأحمر دوريات بحرية على الشواطئ للتأكد من عدم ارتكاب أي مخالفات بيئية من شأنها جذب أسماك القرش للشاطئ مع استمرار الدوريات لمناطق المحميات وشواطئ الجزر.
ونشر غواصون ومشتغلون بالأنشطة البحرية، مقطع فيديو يوثق ظهور قرش "ماكو"، القرب من شواطئ الغردقة، فأصدرت "محميات البحر الأحمر" تعليمات هامة للمواطنين والغطاسين.
كما اتخذت محميات البحر الأحمر عدة إجراءات وتحذيرات للتعامل مع أسماك القرش بالبحر الأحمر بعد رصد ظهور الماكو بالقرب من جزيرة أبو منقار بالغردقة.
قالت الدكتور سحر مهنا أستاذ ورئيس قسم المصايد بمعهد علوم البحار بخليج السويس، إن ظهور أسماك القرش قرب سطح الماء أمر طبيعي فهي في بيئتها وهناك 45 نوعا من أسماك القرش تعيش في البحر الأحمر.
موسم التزاوج
وأوضحت مهنا في تصريحات لمصراوي، أن الأسماك الغضروفية ومن بينها أسماك القرش تفضل المياه الدافئة، حيث يبدأ موسم التزاوج في فصل الربيع، ومع ارتفاع درجات حرارة المياه تزيد حركة ونشاط الأسماك.
مياه عميقة
وأضافت أستاذ ورئيس قسم المصايد أنها اطلعت على الصور المتداولة لسمكة القرش التي جرى التقاطها لسمكة قرش ماكو وهو الماكو ذو الزعنفة القصيرة والمنتشر في البحر الأحمر، وكان موقعها في المياه العميقة في منطقة لا تشهد أي نشاط سياحي أو ترفيهي، وليست منطقة قريبة من الشريط الساحل أو منطقة ضحلة كما يتداول البعض بالخطأ.
3 أنواع خطرة
وكشفت أن هناك 3 أنواع من القروش الخطرة في خليج السويس والبحر الأحمر، وهي الماكو ذو الزعنفة الصدرية القصيرة، والقرش ذو زعنفة الطرف الأبيض، وقرش النمر، وبالنسبة للماكو فهو أكثرها نشاطا وسريع ودائم التحرك في البيئة البحرية، وذلك وفقا لتعدد مشاهدتها في أماكن مختلفة.
تغير سلوك القرش
وكشفت ان أسماك القرش لا تفضل المياه الضحلة ذات عامود المياه أقل من 2 متر، وانما تبحث عن مناطق آمنة لصغارها عند الوضع بتيارات مائية هادئة، ولا تقترب من الشاطئ إلا إذا تغير سلوكها.
واستطردت الدكتورة سحر أن تغير سلوك أسماك القرش واقترابها من الشاطئ يحدث إذا تعرضت لأمر عارض يغير سلوكها، من أبرز أسباب تغير السلوك إصابتها سواء في هجوم سمكة أخرى عليها، أو اصطدامها بعائمة بحرية أو رفاص المحرك ما يترتب عليه عجزها عن صيد الفرائس.
هجوم قرش الغردقة
وتابعت أن السيناريو السابق هو ما تعرضت له السمكة التي هاجمت سائح في الغردقة منتصف شهر يونيو العام الماضي، حيث أفادت المعاينة والتشريح أن السمكة كانت مصابة في الزعنفة الصدرية ما جعلها أقل مقاومة للتيارات المائية التي قادتها للمنطقة الضحلة التي وقع فيها الهجوم، فضلا عن أن معدتها كانت خاوية من الأسماك، ما يعني أنها لم تصطاد طوال عدة أيام.
وتابعت أن مرض السمكة أيضا يغير سلوكها ويجعلها بلا مقاومة في حركة التيارات المائية، وفي تلك الحالات تبحث السمكة عن أي طعام متوفر في منطقها فهي بحاجة إلى طاقة لتغادر وتقاوم حركة التيارات.
منطقة آمنة على الصغار
يقول الدكتور أمجد شعبان الباحث المتخصص في القروش بالمعهد القومي لعلوم البحار، إن ظهور سمكة قرش الماكو أمر عادي، وفي بعض الأحيان تقترب الإناث من الشاطئ لوضع صغارها بعيدا عن التيارات المائية القوية في المياه العميقة وكذا المفترسات الأخرى.
وأكد أن القرش الماكو الذي جرى تصويره في الساعات الماضية كان في منطقة أعماق، وجوده في تلك المنطقة وظهوره على سطح المياه طبيعي، وتساءل "إن لم تعيش في بيتها البحرية فأين توجد إذن؟".
وتابع في تصريحات صحفية، أن لا علاقة بين استمرار نشاط الصيد بظهور القروش، حيث تتوافر الأسماك التي تمثل غذائها في البيئة البحرية بوفرة، كما أن القروش تفضل التواجد في المياه العميقة، لكنها تدخل المياه الهادئة لتلد الصغار وليس بحثا عن الطعام.
إطعام القروش
وكشف أن هناك سلوكيات خاطئة يركبها المصطافين تتسبب في تغير سلوك القروش، واقترابها من الشاطئ أو تتبع اللنشات واليخوت، منها محاولة جذب القروش وإطعامها وجعلها تقترب من العائمات، أو إطعامها بمعرفة الغطاسين وفي الحالتين تتغير سلوك السمكة وتصبح عدائية إن لم تجد طعاما مع من يحاول جذبها.
وأضاف أن إلقاء المخلفات الآدمية من المياه يساهم في تغيير سلوك القرش وجذبه للعائمات ومهاجمتها لأن المخلفات الآدمية ومخلفات اللنشات تحتوي على مواد كيميائية تغير من طبيعة المياه في البيئة البحرية، لافتا إلى أن هناك مقترح بتوفير خزانات كبيرة في اللنشات والمراكب على أن تفرغ تلك المخلفات في خطوط الصرف الصحي عند عودتها للمارينا.