ياسر أيوب

لم يقبل الرئيس الروسى بوتين قرار اللجنة الأوليمبية الدولية باستبعاد روسيا من دورة باريس المقبلة.. ولم يستسلم أيضا.. ومنذ أيام قليلة أعلنت روسيا عن دورة رياضية دولية جديدة ستحمل اسم ألعاب الصداقة.. وقال أليكسى سوروكين، مدير اللجنة المنظمة للدورة الجديدة، إن الدورة ستبدأ فى 15 حتى 29 سبتمبر المقبل أى بعد 35 يوما فقط عقب انتهاء دورة باريس.

 

ولن تدعو موسكو أى دولة للمشاركة فى دورتها، لكنها فقط ستدعو لاعبات ولاعبين من بلدان العالم.. وأكدت موسكو أن قرابة 5500 لاعبة ولاعب سيشاركون فى دورة الصداقة سيأتون من 70 بلدا ويتنافسون فى 36 لعبة على 283 ميدالية وجوائز مالية تصل إلى 50 مليون دولار.. وستقام بعد عامين النسخة الشتوية من دورة الصداقة أيضا بعد دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى ميلانو وكورتينا دامبيتسو.. وبمجرد الإعلان عن هذه الدورة.

 

سارعت اللجنة الأوليمبية الدولية واتهمت روسيا بتسييس الرياضة واستخدامها للبروباجندا السياسية وطالبت كل اللجان الأوليمبية المحلية بمقاطعة هذه الدورة وعدم السماح للاعبيها بالمشاركة فيها.. وكانت أوكرانيا بالطبع أول دولة تعلن تأييدها لقرار اللجنة الأوليمبية الدولية، وأكد ماتفى بيدنى، القائم بأعمال وزارة الرياضة الأوكرانية، بدعوة العالم كله لرفض استخدام الرياضة فى البروباجندا السياسية الروسية.. ومن المؤكد أن الرفض الأوليمبى الدولى لن يمنع موسكو من إقامة هذه الدورة بدليل تأكيد الرئيس بوتين على أن هذه الدورة فرصة حقيقية لمختلف لاعبى العالم للمنافسة بعيدا عن أى ضغوط سياسية.

 

وأيضا إسناد رئاسة اللجنة المنظمة للدورة نائب رئيس الوزراء بمشاركة إيجور ليفيتين مساعد الرئيس الروسى.. ويعنى ذلك نشوب حرب رياضية جديدة لن تنتهى غالبا بانتصار روسيا مثلما جرى لإندونيسيا فى 1963.. فحين استضافت إندونيسيا دورة الألعاب الآسيوية 1962 ورفضت مشاركة إسرائيل.. تم طردها من اللجنة الأوليمبية الدولية.. فقرر الرئيس سوكارنو تأسيس منظمة رياضية دولية منافسة للجنة الأوليمبية الدولية حملت اسم الجانيفو، وساندته كل البلدان المعادية للغرب مثل الاتحاد السوفييتى والصين ومصر.

 

 

وأقيمت الدورة الأولى فى جاكرتا 1963 بمشاركة 51 دولة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.. وكان من المفترض أن تقام الدورة التالية فى القاهرة 1967 لكن اعتذرت القاهرة لضخامة تكاليف الاستضافة ورفض بكين تقديم المساعدة المالية.. وفقا لوثائق الخارجية الصينية وكتابات روسلى لوتان وفان هونج.. فكانت الجانيفو هى الدورة الأولى بهذا الشكل وهذا الحجم والدورة الأخيرة أيضا.. ولم تشارك إلا الدول الآسيوية فقط فى دورة الجانيفو الثانية والأخيرة أيضا التى استضافتها كمبوديا 1966.. واحترق سريعا جدا الحلم الرومانسى الكبير للقادة الاشتراكيين الكبار بتأسيس كيان رياضى يوازى وينافس اللجنة الأوليمبية الدولية.

نقلا عن المصرى اليوم