نقلا عن جريدة أرثوذكس نيوز .
التى تصدر فى كاليفورنيا  


المجامع المسكونية المسيحيه :
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖ 
الكاتب والباحث : مجدى سعدالله

مجمع نيقية المسكونى 325م
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

هو المجمع المسكوني الأول
وكان الداعى لانعقاده انتشار   بدعة آريوس الهرطوقى
 
وأضطراب الكنيسه وأنزعاج المؤمنين بسببها .
 ولذلك كتب البابا الكسندروس إلى الملك قسطنطين الكبير يطلب منه عقد مجمع مسكوني للبت في هذه البدعة والنظر فى مسائل أخرى مختلف عليها .

وكان قد ذهب الانبا اوسيوس  اسقف  قرطبه إلى  الملك قسطنطين وطلب منه نفس هذا الطلب  بعقد مجمع مسكونى فأرتضى قسطنطين    وأرسل منشورًا لجميع الأساقفة في المملكة ليستدعيهم في مدينة نيقية التي تقع في ولاية بيثينية،

وقد استجاب حالا لهذه الدعوة  318 أسقفا من كل أقاليم العالم المسيحى . ماعدا القليل والأكثرون منهم قد أمنوا بالوهيه ربنا يسوع المسيح . ونال الكثير منهم عذابات كثيرة فى زمن اضطهادات الوثنيين .

 وكان من اعظم الحضور شأنا البابا الكسندروس بطريرك الكرازه الموقسيه وكان  هو المدعى ضد آريوس وبدعته واتباعه
وكان مع البابا تلميذه الشماس   أثناسيوس رئيس شمامسة وكان سكرتير البابا  الخاص ولم يكن قد تجاوز  من العمر 25 سنة وكان وجهه كالملائكة كقول القديس غريغوريوس النزينزى.

وكان من الحاضرين الأنبا بوتامون أسقف هرقليه بأعلى النيل والقديس بفنوتيوس أسقف طيبه العليا . وكان قد عذبا فى زمن الاضطهاد وقلعت عيناهما .
ويليهم فى الاهميه الأسقف اسطاسيوس
أسقف انطاكيه ويوساب أسقف قيصرية ومكاريوس أسقف أورشليم . وبولس أسقف قيصرية الجديدة ويعقوب أسقف نصيبين وعطا الله أسقف أديسا

وحضر غيرهم من أرمينية وبلاد الفرس وايضاً من بعض  الساكنين عبر نهر الدانوب . ومن أسيا الصغرى حضر الأسقف يوساب من نيكوميديا . والأسقف مارسليوس أكبر معارضى أريوس الذى كان ينوب عن الشماس اثناسيوس فى مجادله أريوس اذا  غاب وحضر من جزيره قبرص الأسقف أسبريدون . وغير هؤلاء كثيرين

وقد  حضر آريوس وأتباعه وهم أوسابيوس أسقف نيكوميديا . وثاوعنس مطران نيقيه ومارس أسقف خلكيدون ومعهم عشرة فلاسفه وخلاف  هؤلاء كان المجمع مكتظا بعدد كبير من الذين أتوا غيرة على لاهوت ربنا يسوع المسيح .  

لقد اجتمع المجمع سنه 325م  وهناك اعتقاد ان جلسات المجمع بدأت فى 20 مايو  ومن المعلوم ان أوسيوس  أسقف قرطبه اعتبر رئيسا  للمجمع . إلا ان الجميع سلموا للبابا الكسندروس بطريرك الكرسى المرقسى أن يتقدمهم فى كل عمل .

ثم قام الملك قسطنطين والقى خطابا باللغه اللاتينيه . حض فيه على الاتحاد وفض المشاكل بالحكمه . ومعروف ان جلسات المجمع بدأت فى 20 مايو . حيث بدات المناقشات حتى 14 يونيو  وهو اليوم الذى وضع فيه قانون الايمان . وقد اختتم المجمع جلساته واعماله يوم 25  اغسطس 325 م

وكان من اهم الحاضرين فى ذلك المجمع وقبله أنظار الجميع الشماس اثناسيوس الذى كان يتولى  الدفاع ضد أريوس وأتباعه نظرا لما أظهره من البراعه فور  انعقاد جلسات المجمع   كانت هناك مجادلات عديدة بينه وبين الاريوسيين  وكان يناظرهم فى كل مادة من المواد ويكشف مغالطاتهم ويعرضها على المجمع للنظر فيها .

لقد اعجب به الجميع ولاسيما الملك وصار الكل يقصدونه للسلام عليه والتكلم معه .
 
لقد تولى الشماس اثناسيوس   الدفاع عن  لاهوت السيد المسيح ضد  آريوس الهرطوقي وقد أظهر براعته في إفحام الآريوسين وعندما لم يجدوا  حجه ضد اثناسيوس  اعترضوا على وجوده كشماس في وسطهم إلا أن الملك لم يسمع لهم وأمر على وجوده لعلمه وقوة حكمته في الرد على آريوس.

الجلسة الأولى
عقدت هذه الجلسة وكثر فيها الجدال والغضب لأن الملك قد أعطى الحرية لكل من يتكلم فانفضَّت الجلسة الأولى بدون جدوى. وفي اليوم التالي تقدموا للمناقشة فوقف آريوس وشرح بدعته وقال:
"إن الابن ليس مساويًا للآب في الأزلية وليس من جوهره، وأن الآب كان في الأصل وحيدًا فأخرج الابن من العدم بإرادته. وأن الآب لا يُرَى ولا يُكشَف حتى للابن؛ لأن الذي له بداية لا يعرف الأزلي، وأن الابن إله لحصوله على لاهوت مُكْتَسَب".
فحدث ضجيجًا عاليًا فى المجمع ، وسَدّوا آذانهم لكي لا يسمعوا هذا التجديف
 
،   وأثناء الجلسات  استمعوا إلى بعض الأناشيد والأغاني التي تتكلم على هذه البدعة.  والتى كان يعلمها آريوس لبسطاء الشعب من اجل نشر بدعته  . وعندما حاوَل آريوس الدِفاع عن هذه البدعة ببعض آيات من الكتاب المقدس ليؤيد بها بدعته، وقف أمامه أثناسيوس وأفحمه بردود قويه، جعلت الكل فرحين بهذا الشماس العملاق في ردوده والآيات القوية التي أستند عليها وتوجد صورة  من هذه الردود بمكتبة البطريركية .

وقد اقترح اثناسيوس اثناء عقد الجلسات ان تضاف كلمه :  ( Homoousion ) أى :
( مساو فى الجوهر ) او ( ذو جوهر واحد ) للتعبير عن هذه الحقيقه بطريقه موجزة وواضحه . لكن اليوسابيون عارضوا فى استعمال هذه اللفظة بدعوى أنها ليست من الكتاب وغير ملائمه وقابله للتأويل ثم اقترحوا استبدالها بلفظه اخرى :
(Homoi ousion) اى مشابه فى الجوهر
والفرق بين الكلمتين حرف واحد وهو ( يوتا )
باليونانية والقبطيه . ولكن ما اعظم الفرق بين اللفظين فى المعنى .

وبقدر معارضتهم بقدر ما ظهر  لجميع الحاضرين بالمجمع اهميه العبارة التى استخدمها الشماس اثناسيوس للتمييز بين من يؤمن بصحه لاهوت المسيح وبين من يعتقد بما هو أقل من ذلك .

 لقد صدق  اغلبيه الحاضرين على اقتراح الشماس  أثناسيوس باغلبيه هائله ولم يعترض غير سبعة عشر صوتا . ووضع المجمع ( قانون الايمان المعروف بالقانون النيقاوي ) الذى يبدء : (بالحقيقه نؤمن باله واحد ) ….. الذى ( الذى ليس لملكه أنقضاء )

وقد قرر المجمع حرم أريوس واتباعه وحرم بدعه سابيليوس . وقد وقع على هذا القرار جميع اعضاء المجمع برضاء كلى ولم يبق على هرطقه اريوس غير خمسه اشخاص منهم يوساب النيقوميدى  . ويوساب القيصرى . وقد حكم المجمع بحرم آريوس وبدعته وأمر بنفيه وبحرق كتبه . ولما انتهى المجمع من القضاء على أريوس وبدعته بدء فى مناقشه مسائل اخرى وهى بدعه سابليوس .

بدعة سابليوس:
وقد قرر المجمع حرم سابليوس وبدعته الذي قال بأن "الآب والأب والروح القدس أقنومًا واحدًا" وليس ثلاثة أقانيم.

وقد نظر المجمع في بعض أمور أخرى خاصة بالكنيسة وهى:
1- مسألة تحديد يوم عيد القيامة وهو الأحد الذي يلي البدر الذي فيه عيد اليهود حتى لا يعيدوا قبل اليهود ومعهم.
2- النظر في أمر الشقاق الذي أحدثه ميلتس الأسقف لأنه رسم أساقفة وقسوس بلا رأى رئيسه فحكم المجمع بإقامته في بلدته مسقط رأسه ولا يمارس أي وظيفة كهنوتية.

3- النظر في معمودية الهراطقة، وقرر المجمع بأن لا تعاد معمودية من هرطق ورجع إلى الإيمان مرة أخرى.
4- أن يكون ذوى الكهنوت من أصحاب الزوجات والذي دافع عن هذا الأمر بشدة وعضده هو القديس بفنوتيوس أسقف طيبة، واكتفى المجمع بالحكم على الكهنة المترملين بعدم إعادة الزيجة.
وسَنَّ المجمع بعد ذلك عشرون قانونًا مازالوا موجودين إلى هذا العصر.

معجزة حدثت في هذا المجمع المقدس:-
كان عدد الأساقفة الحاضرين 318، ولكن كلما أرادوا حصر عدد الآباء وجدوا أن واحد يزيد على العدد الحقيقي وقد فسر الآباء ذلك إلى أن الروح القدس كان حاضر معهم.

معلومات للمعرفة:
ترأس المجمع البابا ألكسندروس بابا الإسكندرية، وعملوا له كرسي عظيم من الذهب ليجلس عليه ولكنه رفضه وجلس في المؤخرة. ولكن عندما أصر الجميع على ذلك جلس عليه، وكان مُقَرَّرًا أن الرئيس هو هوسيوس أسقف قرطبة ولكن الجميع سَلَّموا البابا ألكسندروس أن يتقدمهم في كل الجلسات لأنه هو البابا الوحيد في وسطهم.
 ( الى اللقاء فى الحلقه القادمه )
الكاتب والباحث : مجدى سعدالله