كمال زاخر
تداولت بعض المواقع خبراً مفاده ان البابا فرنسيس سيناقش مع بطريرك القسطنطينية  برثلماوس موعدًا مشتركًا للاحتفال بعيد الفصح للكاثوليك والارثوذكس  ونسبت للبطريرك برثلماوس قوله ان :

 عام 2025 سيكون بداية تاريخ عيد الفصح الموحد
ويرى رئيس بطريركية القسطنطينية أن توحيد عيد الفصح يجب أن يعود إلى الذكرى الـ 1700 المقبلة للمجمع المسكوني الأول (مجمع نيقية ٣٢٥ م.)
وكان الخبر محل اهتمام كثيرين بطبيعة الحال، ما بين مؤيد ومعارض، وذهب البعض الى التهكم على كنيسته التى تقف بعيداً عن هذا المشهد، جراء مطالبة البعض من قادتها قطع اواصر وروابط الحوار مع كل من الكنيستين.

الأمر اكثر تعقيداً مما نتصور، والسعى لتوحيد الاعياد

 شهد لقاءات ومباحثات لسنوات طويلة، وهو محكوم بقواعد كنسية وكتابية، كانت محل دراسة وبحث. فى اجتماعات مسكونية عديدة.

ونحن ككنيسة قبطية ارثوذكسية لديها زخم تاريخى فى هذا الأمر وأسند اليها - لهذا - فى ممجمع نيقية ٣٢٥م. (محل الاحتفاء) مهمة تحديد موعد عيد القيامة.
ربما من الأوفق ان تنتبه لترتيب البيت من الداخل لتعود لموقعها الأثير والمستحق. ونتوحد داخلياً حتى نتهيأ للتوحد مع اخوتنا.

انها لحظة للتدبر:
* لحظة تملأ فيها المرارة فمنا ونحن نتابع الحالة المؤلمة التى صرنا اليها فى كنيستنا، والتى ترجمتها مع اختلاف المناسبة كلمات ق. بولس الرسول "لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ." (2 كو 7: 5). وقد تزيد حالتنا انها تجمع المخاوف والخصومات فى الداخل والخارج.

* لحظة تتطاير فيها اتهامات الهرطقة والتشكيك فى ايمان وانتماء وأمانة البابا البطريرك ومن يرى رأيه، والجهر بها فى العلن، بعض الجهر من الشخوص المتربصة والمنشقة، وكثيره عبر اتباعهم الذين يترجمون هذا فيما يكتبون فى العالم الافتراضى، حتى الى نشر مصادمات مجمع الاساقفة فى اجتماعاته المغلقة(!!!)

* لحظة يئن فيها الجسد الواحد (المفترض نظرياً) من أمراض وأسقام تكاد تفتك به؛ فى دوائر التفكك الأسرى بعض التفكك تشهد عليه قاعات محاكم الأسرة، وبعضه ذهب الى محاكم الجنايات، وبعضه يطرق ابواب مكاتب اشهار الاسلام ويدخل ويجد مرعى. وكل هذا لا يحرك ساكنا عند من اوكل لهم الرعاية والبحث عن الخراف الضالة ومسح دموع المكلومين واعلان النور الذى فيهم،ليس فقط لا يحركون ساكناً بل يغسلون ايديهم ويرونهم ابناء هلاك.

* لحظة تتكشف فيها حالة الأديرة المتردية، التى شرعت ابوابها للعالم ففقدت سكونها وسلامها، وارتبكت نذورها، وأماتت التلمذة وأقصت شيوخها، واستغرقتها المشاريع الاستثمارية الكبرى، فكان من الطبيعى ان تشهد صراعات وصدامات حتى الى القتل، وخلف الاكمة يختبئ المزيد. وأخشى كمراقب ان يصدمنا تكرار جرائم القتل فى حصون رهبانية شامخة بعد ان تراخت فى فحص طالبى الرهبنة، فيجد المريض نفسياً مكاناً ويجد المعتل ذهنيا مكاناً ويجد المشوش مكاناً. وتراجع فيها التسليم مع اختفاء شيوخها، وتفقد الاديرة ديناميكيتها بعد ربطها قصريا بالمؤسسة الكنسية، وسياسات مدبريها، عبر رسامة اسقف لكل دير، وانعكس هذا على اختياراتهم للرتب المتقدمة وتدفع الكنيسة الثمن. تعليمياً واجتماعياً ومادياً.