ياسر أيوب
كانت إحدى ألعاب قليلة لم يتعلمها المصريون من الإنجليز.. مارسوها حتى قبل أن تصبح رياضة لها مسابقات وبطولات.. وفى الحارات والبيوت كانت وسيلة لاستعراض القوة والقدرة على التحمل، وباتت فقرة أساسية فى كل مولد وسيرك وساحة شعبية.. وحين تعلم المصريون مختلف الألعاب وبدأ كل منهم ينتقى لعبة توافق هواه سواء ممارسة أو متابعة.
اعتبر معظمهم رفع الأثقال لعبة تفتقد الأناقة والوجاهة فلم يعد كثيرون يقبلون على ممارستها.. وأصبح الذين يعتزون بها قليلين مثل الفنان الكبير الراحل زكى رستم الذى تحدث عنها بكل حب واحترام.. وسار الإعلام وراء هذا الاعتقاد الخاطئ فباتت رفع الأثقال من الألعاب التى ليس من الضرورى الحديث عنها ومتابعتها.. ولم تنجح عبر سنين طويلة ونجاحات كثيرة فى تغيير هذا الاعتقاد والمفهوم الظالم، لتبقى حتى الآن لعبة على هامش الرياضة المصرية وأهلها ومسؤوليها وإعلامها.
وكان من الطبيعى أن يبقى كثيرون لا يعرفون أن رفع الأثقال فازت بأول ميدالية أوليمبية لمصر فى 1928 وكانت للسيد نصير، وأنها أكثر لعبة مصرية فازت بميداليات أوليمبية وفازت أيضا فى 2008 بأول ميدالية أوليمبية نسائية لمصر وكانت لعبير عبد الرحمن.. وأكثر لعبة مصرية فازت بميداليات عالمية منذ الميدالية الأولى للرجال فى 1938 لعطية حمودة والأولى للسيدات فى 2002 لنهلة رمضان.
وأنها اللعبة التى أنجبت بطلات وأبطالا احترمهم العالم كله مثل خضر التونى ومحمود فياض وأنور مصباح وكمال محجوب وصالح سليمان وإبراهيم شمس وإبراهيم واصف وسعد خليفة جودة ومحمد إيهاب وطارق يحيى وسارة سمير ونعمة سعيد وكريم كحلة.. واليوم فى جزيرة فوكيت فى تايلاند.. تبدأ مشاركة مصر فى بطولة كأس العالم المؤهلة لدورة باريس المقبلة.
حيث تبدأ اليوم نعمة سعيد وغدا كريم كحلة والإثنين ياسر أسامة والثلاثاء سارة سمير والأربعاء حليمة عبد العظيم.. ومن الطبيعى ألا يفوزوا كلهم بميداليات لكنهم سيبقون أيا كانت نتائجهم يستحقون التحية والاحترام.. فهم أبطال لعبة لا تحبها مصر أو اللعبة التى ظلمتها مصر منذ 1949.. فبعد فوزها بخمس ميداليات أوليمبية فى دورة برلين 1936 وثلاث ميداليات فى دورة لندن 1948 ثم فوزها ببطولة العالم فى هولندا 1949.
توقع خبراء ونقاد الرياضة أن مصر ستصبح لوقت طويل هى سيدة العالم فى هذه اللعبة.. وأن المصريين لو أُجيد إعدادهم ولم يُبخل فى رعايتهم والإنفاق عليهم فلن تستطيع أى دولة أن تقف أمامهم فى أى دورة أوليمبية أو بطولة عالمية.. لكن لم يصغ مسؤولو الرياضة المصرية وقتها وربما حتى الآن لهذه المطالب والنصائح وظلوا ينفقون الكثير على ألعاب لم تفز بميدالية أو بطولة عالمية.
نقلا عن المصري اليوم