اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة الملك قسطنطين الكبير (٢٨ برمهات) ٦ ابريل ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم من سنة 53 ش. (337 م.) تنيح الإمبراطور القديس قسطنطين الكبير. وكان اسم أبيه قسطنديوس خلورس (الأخضر) وأمه هيلانه وكان أبوه ملكا علي بيزنطية ومكسيميانوس علي رومه ودقلديانوس علي إنطاكية ومصر وكان والد قونسطا وثنيا إلا أنه كان صالحا محبا للخير رحوما شفوقا. واتفق أنه مضي إلى الرها وهناك رأي هيلانة وأعجبته فتزوجها وكانت مسيحية فحملت منه بقسطنطين هذا. ثم تركها في الرها وعاد إلى بيزنطية فولدت قسطنطين وربته تربية حسنة وأدبته بكل أدب وكانت تبث في قلبه الرحمة والشفقة علي المسيحيين ولم تجسر أن تعمده ولا تعلمه أنها مسيحية فكبر وأصبح فارسا وذهب إلى أبيه ففرح به لما رأي فيه من الحكمة والمعرفة والفروسية
وبعد وفاة أبيه تسلم المملكة ونشر العدل والأنصاف. ومنع المظالم فخضع الكل له وأحبوه وعم عدله سائر البلاد. فأرسل إليه أكابر رومه طالبين أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس. فزحف بجنده إلى إنقاذهم وفي أثناء الحرب رأي في السماء في نصف النهار صليبا مكونا من كواكب مكتوبا عليه باليونانية الكلمات التي تفسيرها " بهذا تغلب". وكان ضياؤه يشع أكثر من نور الشمس فأراه لوزرائه وكبراء مملكته فقرأوا ما هو مكتوب. ولم يدركوا السبب الموجب لظهوره. وفي تلك الليلة ظهر له ملاك الرب في رؤيا وقال له: اعمل مثال العلامة التي رأيتها وبها تغلب أعداءك
وفي الصباح جهز علما كبيرا ورسم عليه علامة الصليب كما رسمها أيضا علي جميع الأسلحة واشتبك مع مكسيميانوس في حرب دارت رحاها علي الأخير الذي ارتد هاربا وعند عبوره جسر نهر التيبر سقط به فهلك هو وأغلب جنوده. ودخل قسطنطين روما فاستقبله أهلها بالفرح والتهليل وكان شعراؤها يمدحون الصليب وينعتونه بمخلص مدينتهم. ثم عيدوا للصليب سبعة أيام واصبح قسطنطين ملكا علي الشرق والغرب.
ولما استقر به المقام بروما تعمد وأغلب عسكره من سلبسطرس البابا في السنة الحادية عشرة من ملكه والرابعة من ظهور الصليب المجيد. ثم أصدر أمرا إلى سائر أنحاء المملكة بإطلاق المعتقلين وأمر ألا يشتغل أحد في أسبوع الآلام كأوامر الرسل وأرسل هيلانة إلى بيت المقدس فاكتشفت الصليب المقدس.
وفي السنة السابعة عشرة من ملكه اجتمع المجمع المقدس الثلاثمائة وثمانية عشر بنيقيا في سنة 325 م. ورتب أمور المسيحيين علي أحسن نظام وأجوده ثم جدد بناء بيزنطية ودعاه باسمه القسطنطينية وجلب إليها أجساد كثيرون من الرسل والقديسين وتنيح بنيقوميدية. فوضعوه في تابوت من ذهب وحملوه إلى القسطنطينية. فاستقبله البطريرك والكهنة بالصلوات والقراءات والتراتيل الروحية ووضعوه في هيكل الرسل القديسين. وكانت مدة حياته خمسًا وسبعين سنة
ولربنا المجد والقوة والعظمة وعلينا رحمته ونعمته إلى الأبد آمين...